الأمن القومي المغربي بين الجهوية والحكم الذاتي |
بعد مسار طويل خاضه المغرب من أجل إيجاد حل للصحراء استقر مؤخرا على خيار الحكم الذاتي وسمعنا كلاما ولغطا كثيرا حول هذا الموضوع، طبعا وكالعادة في المغرب، لم يكن هناك نقاش جاد وواقعي ونفس الشيئ لدى الجيران، بل كل النقاشات جاءت على شكل خطابات تملقية وعاطفية والكل بدا فجأة يبحث في تجارب الدول عن ايجابيات الحكم الذاتي ويبدأ في عدها الواحدة تلو الأخرى في حماس ،وقيل أن هذا الخيار اثبت نجاعته في عدة الدول إذن فأكيد انه عندنا سيكون مفتاح لكل المشاكل وطبعا جل أحزابنا الكريمة خرجت بتفكير واحد وعقلية قطيعية واحدة وقالت إن كل المغاربة أجمعوا على هذا الخيار باعتبار أنها تخيلت في تلك اللحظة أن كل حزب يمثل شريحة اجتماعية في المغرب وأن مجرد اتفاق الأحزاب على توجه وحيد فهذا دليل في نظرها على الإجماع الشعبي ونسيت أنها لا امتداد شعبي وجماهيري لها، وخطابها جاء كله متناقضا ونمطيا ، بحيث الكل يبدأ حديثه بايجابيات الحكم الذاتي ويتبعه ببعض السب والقذف للجزائر أو للبوليساريو، لأن البعض في المغرب بدأ يعتقد أن سب الجيران هو دليل على وطنيته، وينتهي الكلام دائما بالعبارة الشهيرة نحن متشبتون بالصحراء المغربية أو بمغربية الصحراء المغربية وينسون أن المغرب الآن لم يعد يحتاج لمن يردد معه هذه الشعارات والجمل التقليدية الطنانة بل نحتاج لمن يعمل ويفكر في حلول لهذا الملف وتنسى أحزابنا الكريمة أن مجرد قول الصحراء المغربية لم يعد صوابا في المرحلة الحالية ،ببساطة لأنها مغربية، أي لماذا لا نقول الأطلس المغربي أو الرحامنة المغربية أو جبال الريف المغربية وصفة المغربية نلصقها فقط بالصحراء، إنها مرحلة جديدة ويجب التخلص من بعض المصطلحات التشكيكية، كما أتساءل كيف يريد مسؤولونا إنجاح تجربة الحكم الذاتي والمفاوضات وهم يرفقون تصريحاتهم بالسب والاستفزاز للأخر، إن هذا يعني أنهم لا شعوريا يتمنون استمرار النزاع بدلا من حله باعتباره بقرة حلوب للعديد من الجهات، لان ماهي الحجرة العثرة لقبول الأخر للحكم الذاتي محليا طبعا انه عدم الثقة في المغرب وفي سياسييه وفي أجهزته الأمنية و أجهزة القضاء ، أي حينما نبدأ في السب والقذف والوعيد خصوصا من طرف جمعيات اندفاعية فهذا يعطي الانطباع أن المغرب يريد فقط أخد الصحراء وبعدها سيقوم بتصفية السياسيين الصحراويين الذين كانوا ضده وهذا غير صحيح، لكن هناك من حاول إعطاء انطباع خاطئ عن المغرب ولا يهم إن كان عن قصد أو غير قصد .
كما أن من يعملون على هذا الملف نسو معطى أساسي ومهم هو أن البوليساريو احتلت تندوف وقد صرح بعضهم انه حتى وان كان هناك حل لنزاع الصحراء في أي اتجاه كان، فإنهم لن يخرجوا من تندوف ولن يسلموها للجزائر باعتبار كما يقولون رمزيتها النضالية والتاريخية، مما يشكل ورطة كبرى للمغرب وعبئا أخر عليه، ولو افترضنا أنهم قبلوا الاندماج في المغرب فإنهم سيشترطون عدم التنازل عن تندوف، وإذا تبنى المغرب مطالبهم سيسمى بمقتضى القانون الدولي توسعيا و إذا لم يتبنى مطلبهم ورطة كذلك أي أنه في النهاية كل الطرق تبنى بشكل دائري .والعودة لنقطة البداية هي القاعدة .
من نقط الضعف الأساسية في الملف المغربي التي تجعله ضعيفا في المفاوضات هي تصريحه أنه لن يتنازل عن الوزارات السيادية خصوصا الخارجية والدفاع وهذا حقه وله كامل الشرعية في ذلك، لكن لماذا المغرب لم يجري إصلاحات على هذين القطاعين الحساسين قبل الدخول في أي مفاوضات لأنه وبكل صراحة ،وهذا سؤال مشروع ،هل وزارة الخارجية المغربية بتكوينها وتركيبتها الحالية مؤهلة لتسيير مغرب ذو تنظيم إداري مزدوج ؟ وزارة أبانت عن أخطاء دبلوماسية فادحة ولازالت تفكر بمنطق عتيق أقرب إلى القبيلة منه إلى منطق الدولة كما أننا لا نتوفر على وزارة دفاع أي حتى مصير القوات المسلحة للبوليساريو وأجهزتهم الإستخبارتية سيكون غامضا بحيث يصعب إدماجهم في إدارة الدفاع الحالية وأن إحياء وزارة للدفاع هو الحل الذي ينسجم مع خيار الحكم الذاتي وطبعا هذا موضوع لا يمكن التعمق فيه أكثر لحساسية المسألة.وطبعا ما ينطبق على الدفاع ينطبق كذلك على أجهزة الاستخبارات وضرورة إصلاح بعضها وتحسين الوضع الاجتماعي لعملائها باعتبار أن كل الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تتحول إلى عبئ امني على هذه الأجهزة، وعملها تحت الضغط المعيشي وضغط المحيط بصفة عامة يجعلها ترتكب أغلاط تسيء إلى الأمن القومي وسمعة المغرب وبالتالي ثقة الأخر فينا ..
هناك نقطة أساسية في خيار الحكم الذاتي ولا احد يريد الخوض فيها وهي أننا لا ننكر أن جانب مهم من الصراع هو حول الثروة أي ثروات الصحراء وهنا يتبادر إلى البال سؤال شرعي، هو: إذا كان في المغرب حوالي 12 عائلة تسيطر على حوالي 80 في المائة من ثروات المغرب فهل ثروات الصحراء سيتم اقتسامها بنفس الطريقة أم أن الأمور ستكون أكثر عدالة أي هل المفاوضين حين يكونون في المفاوضات يأخذون على عاتقهم مصالح المغرب أم فقط مصالح مجزاة ؟ أقول قولي هذا لان الكل أصبح يرى في المغرب وبشكل فاضح أن المناصب توزع على الفاسيين لاعتبار النسب وعلى الصحراويين لاعتبارات الوحدة الترابية وما تبقى على المعطلين الذين لهم القدرة المادية على الصمود في الرباط لمدة تتجاوز ثلاث سنوات والباقي مجرد قمامات متعفنة وجب رميها للمزابل .أي هناك من يدمر العمق المغربي والوحدة المغربية بخلق الكراهية المتبادلة والعنصرية والحسابات القبلية والاثنية داخل الوطن الواحد عبر حرمان بعض أبناء الشعب من حق استكمال التعليم العالي أو الشغل تحت مبررات واهية مثل اعتبارات الوحدة الترابية أو أوامر من جهات عليا، فهل حرمان الشخص من حق التعليم وحق الشغل يخدم الوحدة الترابية؟ أم هي مبرر فقط يستغله البعض لتصفية حسابات تافهة ؟ فكيف لمفاوض قاعدته الخلفية تفشت فيها هذه الثقافة أن يكون موقفه قويا في المفاوضات ويقنع الأخر انه من وطن ذو جاذبية؟ أظن انه مهما كانت كفاءة المفاوض فإنها تبقى غير فعالة بدون قاعدة خلفية قوية .لا احد يناقش أو يشكك في خيار الحكم الذاتي كخيار عقلاني وواقعي وينسجم مع الدول الديمقراطية لكن هل نحن دولة ديمقراطية ؟
عندما طرح جلالة الملك خيار الحكم الذاتي كان على الجميع وبدل التملق وإطراء المبادرة أن يبدؤوا العمل في الميدان من اجل تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز أواصر الترابط بين الشمال والجنوب لا خلق التمييز والاحتقان، والعمل في الميدان بجدية من اجل الدولة وليس لأهداف شخصية أو عائلية أو حزبية وكان على بعض أساتذة الجامعة بدل سرد تجارب دول أخرى، معلومات موجودة في أي كتاب، وبدل السب والقذف في حق الأخر، بشكل يوتر الأجواء كان علي بعضهم العمل من داخل الجامعة والتعامل مع الطلبة من منظار الكفاءة، بدون أي اعتبار للوضع المادي أو العائلي، لان عند بعضهم تقتل الطاقات في وقت نحتاج لمغرب يقاوم بكل طاقته، أي أن هناك من يقدم خدمات جليلة للبوليساريو من حيث لا يدري.
جلالة الملك حين طرح مبادرة الحكم الذاتي كان يرى الأمور من منظور ماكرو استراتيجي، حينما أراد إجماع الأحزاب لم يكن يقصد أن يقولوا نعم لمبادرة الحكم الذاتي و يذهبوا للنوم لكن كان يقصد فتح نقاش موسع مع القواعد إن وجدت،و مع أحزاب دول أخرى،و التفكير في تكتيكات جديدة،و إصلاح ذات الأحزاب وخلق جو ايجابي في المغرب من خلال عمل ميداني والتفكير بمنطق الدولة ومنطق الوطن لخلق حالة من الإعجاب لدى الأخر بنموذجنا ، ويعطي زخما للمبادرة وما ينطبق على الأحزاب ينطبق على الجمعيات .
خطاب جلالة الملك الما قبل الأخير جاء واضحا لكن للأسف لا احد فهم القصد جيدا،و للتذكير الخطاب جاء حول الوطنية والخيانة فلا يمكن لمغربي أن يكون وطنيا وخائنا في نفس الوقت لم يقصد فقط الصحراويين كما فهم البعض لكن شمل الجميع فلا يعقل أن يصرح مسؤول أو أستاذ أو حتى وزير، أن الصحراء مغربية ونتشبث بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي وهو يسرق المال العام أو يشغل عائلته وينسى أبناء الوطن أو يدمر الطاقات في المدارس والجامعات فهذا ورغم أن كلامه يوحي انه وطني إلا انه يدخل في خانة الخونة لأنه يقدم خدمات من حيث لا يدري للآخر .
فجلالة الملك كان يعلم بالضبط أين هو الخلل الذي جعل مبادرة الحكم الذاتي تتعثر كل هذه المدة رغم أن المغرب بدل مجهودا جبارا ورغم أن المبادرة من الناحية النظرية صحيحة وايجابية ،لهذا جاء الخطاب صارما لعل وعسى يحرك الإحساس لدى البعض بأنه أن الأوان لكي يشتغل المغرب بكل طاقته فلا يمكن ل 12 عائلة أو حتى ثلاثون، أن تواجه دول ومشاريع ضخمة مؤطرة ومدروسة من طرف استخبارات عريقة ودبلوماسية محنكة، فالصحراء ملك للجميع ولن تعود إلا بتضافر جهود جميعِ وكثيرا ما كرر جلالته في خطاباته عبارة القوى الحية في الوطن وفي هذا الاطار جاء الخطاب الاخير حول الجهوية في تاكيد جديد من طرف الملك انه يريد اشراك كل الشعب في حل نزاع الصحراء كل واحد من موقعه ،وعيا من جلالته انه جاء العهد الذي يجب فيه على المغرب ان يشغل كل محركاته وركز على أن هذا الخيار هو مصيري لجميع الاوراش ولمستقبل المغرب و نتمنى ان لا يخرج علينا البعض يستضهرون ما وجدوه في المراجع لأن المطلوب الأن هو حل مغربي ينسجم مع الواقع المغربي ويعيد توزيع الثروة على كل الشعب .رغم أن خيار الجهوية سيضعف قدراتنا على اللجوء للحرب وستزيد من شعبية البوليزاريو لدى الصحراويين اذا ما تكررت نفس الاخطاء السابقة ،عبارة مصيرية هي عبارة معبرة ودقيقة جدا وأتمنى من كل مغربي أن يقف عندها طويلا .وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون.صدق الله العظيم
. والحمد لله رب العالمين .الأمن القومي المغربي
كما أن من يعملون على هذا الملف نسو معطى أساسي ومهم هو أن البوليساريو احتلت تندوف وقد صرح بعضهم انه حتى وان كان هناك حل لنزاع الصحراء في أي اتجاه كان، فإنهم لن يخرجوا من تندوف ولن يسلموها للجزائر باعتبار كما يقولون رمزيتها النضالية والتاريخية، مما يشكل ورطة كبرى للمغرب وعبئا أخر عليه، ولو افترضنا أنهم قبلوا الاندماج في المغرب فإنهم سيشترطون عدم التنازل عن تندوف، وإذا تبنى المغرب مطالبهم سيسمى بمقتضى القانون الدولي توسعيا و إذا لم يتبنى مطلبهم ورطة كذلك أي أنه في النهاية كل الطرق تبنى بشكل دائري .والعودة لنقطة البداية هي القاعدة .
من نقط الضعف الأساسية في الملف المغربي التي تجعله ضعيفا في المفاوضات هي تصريحه أنه لن يتنازل عن الوزارات السيادية خصوصا الخارجية والدفاع وهذا حقه وله كامل الشرعية في ذلك، لكن لماذا المغرب لم يجري إصلاحات على هذين القطاعين الحساسين قبل الدخول في أي مفاوضات لأنه وبكل صراحة ،وهذا سؤال مشروع ،هل وزارة الخارجية المغربية بتكوينها وتركيبتها الحالية مؤهلة لتسيير مغرب ذو تنظيم إداري مزدوج ؟ وزارة أبانت عن أخطاء دبلوماسية فادحة ولازالت تفكر بمنطق عتيق أقرب إلى القبيلة منه إلى منطق الدولة كما أننا لا نتوفر على وزارة دفاع أي حتى مصير القوات المسلحة للبوليساريو وأجهزتهم الإستخبارتية سيكون غامضا بحيث يصعب إدماجهم في إدارة الدفاع الحالية وأن إحياء وزارة للدفاع هو الحل الذي ينسجم مع خيار الحكم الذاتي وطبعا هذا موضوع لا يمكن التعمق فيه أكثر لحساسية المسألة.وطبعا ما ينطبق على الدفاع ينطبق كذلك على أجهزة الاستخبارات وضرورة إصلاح بعضها وتحسين الوضع الاجتماعي لعملائها باعتبار أن كل الأخطاء الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تتحول إلى عبئ امني على هذه الأجهزة، وعملها تحت الضغط المعيشي وضغط المحيط بصفة عامة يجعلها ترتكب أغلاط تسيء إلى الأمن القومي وسمعة المغرب وبالتالي ثقة الأخر فينا ..
هناك نقطة أساسية في خيار الحكم الذاتي ولا احد يريد الخوض فيها وهي أننا لا ننكر أن جانب مهم من الصراع هو حول الثروة أي ثروات الصحراء وهنا يتبادر إلى البال سؤال شرعي، هو: إذا كان في المغرب حوالي 12 عائلة تسيطر على حوالي 80 في المائة من ثروات المغرب فهل ثروات الصحراء سيتم اقتسامها بنفس الطريقة أم أن الأمور ستكون أكثر عدالة أي هل المفاوضين حين يكونون في المفاوضات يأخذون على عاتقهم مصالح المغرب أم فقط مصالح مجزاة ؟ أقول قولي هذا لان الكل أصبح يرى في المغرب وبشكل فاضح أن المناصب توزع على الفاسيين لاعتبار النسب وعلى الصحراويين لاعتبارات الوحدة الترابية وما تبقى على المعطلين الذين لهم القدرة المادية على الصمود في الرباط لمدة تتجاوز ثلاث سنوات والباقي مجرد قمامات متعفنة وجب رميها للمزابل .أي هناك من يدمر العمق المغربي والوحدة المغربية بخلق الكراهية المتبادلة والعنصرية والحسابات القبلية والاثنية داخل الوطن الواحد عبر حرمان بعض أبناء الشعب من حق استكمال التعليم العالي أو الشغل تحت مبررات واهية مثل اعتبارات الوحدة الترابية أو أوامر من جهات عليا، فهل حرمان الشخص من حق التعليم وحق الشغل يخدم الوحدة الترابية؟ أم هي مبرر فقط يستغله البعض لتصفية حسابات تافهة ؟ فكيف لمفاوض قاعدته الخلفية تفشت فيها هذه الثقافة أن يكون موقفه قويا في المفاوضات ويقنع الأخر انه من وطن ذو جاذبية؟ أظن انه مهما كانت كفاءة المفاوض فإنها تبقى غير فعالة بدون قاعدة خلفية قوية .لا احد يناقش أو يشكك في خيار الحكم الذاتي كخيار عقلاني وواقعي وينسجم مع الدول الديمقراطية لكن هل نحن دولة ديمقراطية ؟
عندما طرح جلالة الملك خيار الحكم الذاتي كان على الجميع وبدل التملق وإطراء المبادرة أن يبدؤوا العمل في الميدان من اجل تقوية الجبهة الداخلية وتعزيز أواصر الترابط بين الشمال والجنوب لا خلق التمييز والاحتقان، والعمل في الميدان بجدية من اجل الدولة وليس لأهداف شخصية أو عائلية أو حزبية وكان على بعض أساتذة الجامعة بدل سرد تجارب دول أخرى، معلومات موجودة في أي كتاب، وبدل السب والقذف في حق الأخر، بشكل يوتر الأجواء كان علي بعضهم العمل من داخل الجامعة والتعامل مع الطلبة من منظار الكفاءة، بدون أي اعتبار للوضع المادي أو العائلي، لان عند بعضهم تقتل الطاقات في وقت نحتاج لمغرب يقاوم بكل طاقته، أي أن هناك من يقدم خدمات جليلة للبوليساريو من حيث لا يدري.
جلالة الملك حين طرح مبادرة الحكم الذاتي كان يرى الأمور من منظور ماكرو استراتيجي، حينما أراد إجماع الأحزاب لم يكن يقصد أن يقولوا نعم لمبادرة الحكم الذاتي و يذهبوا للنوم لكن كان يقصد فتح نقاش موسع مع القواعد إن وجدت،و مع أحزاب دول أخرى،و التفكير في تكتيكات جديدة،و إصلاح ذات الأحزاب وخلق جو ايجابي في المغرب من خلال عمل ميداني والتفكير بمنطق الدولة ومنطق الوطن لخلق حالة من الإعجاب لدى الأخر بنموذجنا ، ويعطي زخما للمبادرة وما ينطبق على الأحزاب ينطبق على الجمعيات .
خطاب جلالة الملك الما قبل الأخير جاء واضحا لكن للأسف لا احد فهم القصد جيدا،و للتذكير الخطاب جاء حول الوطنية والخيانة فلا يمكن لمغربي أن يكون وطنيا وخائنا في نفس الوقت لم يقصد فقط الصحراويين كما فهم البعض لكن شمل الجميع فلا يعقل أن يصرح مسؤول أو أستاذ أو حتى وزير، أن الصحراء مغربية ونتشبث بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي وهو يسرق المال العام أو يشغل عائلته وينسى أبناء الوطن أو يدمر الطاقات في المدارس والجامعات فهذا ورغم أن كلامه يوحي انه وطني إلا انه يدخل في خانة الخونة لأنه يقدم خدمات من حيث لا يدري للآخر .
فجلالة الملك كان يعلم بالضبط أين هو الخلل الذي جعل مبادرة الحكم الذاتي تتعثر كل هذه المدة رغم أن المغرب بدل مجهودا جبارا ورغم أن المبادرة من الناحية النظرية صحيحة وايجابية ،لهذا جاء الخطاب صارما لعل وعسى يحرك الإحساس لدى البعض بأنه أن الأوان لكي يشتغل المغرب بكل طاقته فلا يمكن ل 12 عائلة أو حتى ثلاثون، أن تواجه دول ومشاريع ضخمة مؤطرة ومدروسة من طرف استخبارات عريقة ودبلوماسية محنكة، فالصحراء ملك للجميع ولن تعود إلا بتضافر جهود جميعِ وكثيرا ما كرر جلالته في خطاباته عبارة القوى الحية في الوطن وفي هذا الاطار جاء الخطاب الاخير حول الجهوية في تاكيد جديد من طرف الملك انه يريد اشراك كل الشعب في حل نزاع الصحراء كل واحد من موقعه ،وعيا من جلالته انه جاء العهد الذي يجب فيه على المغرب ان يشغل كل محركاته وركز على أن هذا الخيار هو مصيري لجميع الاوراش ولمستقبل المغرب و نتمنى ان لا يخرج علينا البعض يستضهرون ما وجدوه في المراجع لأن المطلوب الأن هو حل مغربي ينسجم مع الواقع المغربي ويعيد توزيع الثروة على كل الشعب .رغم أن خيار الجهوية سيضعف قدراتنا على اللجوء للحرب وستزيد من شعبية البوليزاريو لدى الصحراويين اذا ما تكررت نفس الاخطاء السابقة ،عبارة مصيرية هي عبارة معبرة ودقيقة جدا وأتمنى من كل مغربي أن يقف عندها طويلا .وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون.صدق الله العظيم
. والحمد لله رب العالمين .الأمن القومي المغربي
،مهتم بشؤون الأمن القومي