. السكينة العامة والبلطجة في المغرب بين الأمن والدفاع
gooarmy3/22/2011
قد يهمك أيضا
السكينة العامة والبلطجة في المغرب بين الأمن والدفاع
في اغلب الأحياء الشعبية في هذه المملكة السعيدةفي المدن والقرى نلمس ليلا صراخ المتسكعين ، وفي كل مكان ترى جهارا شخصا يرفع رأسه إلى الأعلىوزجاجة الخمر في يد ولفيفة الحشيش في يد أخرىويصرخ بأعلى صوته لي فيكم راجل ينزل، أو والله لن ينام احد هذه الليلة، في غياب تام لأجهزة الدولة الأمنية للآسفمما يفرض علينا طرح أسئلة ملحة وهي إذا كانت الدولة غير قادرة على حمايةحي أو شارع من متسكع أو مجموعةبلطجية، فكيف لها أن تحميحدود دولة بأكملها ، وبعبارة أكثر وضوحا إذا كان افتراضا تواطأ بين مسؤول امني اكس أو مجموعة مسئولينأمنيين مع بلطجيةمقابل مبلغ زهيد ،فكيف سيكون موقف هذا المسؤولالأمنيإذا ما قدم له مبلغ من دولة أخرى طبعا المبالغ تكون مغرية لبيع الوطن بأكمله أو بيع معلومات اكس وهذه أسئلة مشروعة في أدبيات الأمن القومي ،لا نطرحها من باب الترف الفكري أو التهكمحاشى و كلا ، بل انه من حقنا طرحها غيرة منا على هذا الوطن لان المسالة ليست مسالة شرطي أو دركي أو بلطجي ولكن يكفي أن نعرفأن في المغرب سفارات أجنبية وبها ملحقين عسكريين وأجهزة استخبارات كثيفة ومرعبة وادرع خارجيةلعدة معاهد للدراسات، ومن المؤكد أنها تسجل مثل هذه المعطيات التي تبدو لنا بسيطة، إن المفروضعلى جميع أجهزة الدولة التنفيذية والقضائية والتشريعيةعدم التلاعب بأمن الوطن وعدم الاستخفاف بالسكينة العامة للمواطنين ليلا، فالأمن القومي المغربي يجب أن يبقى خطا أحمرا لا يحق لأي كان مهما كانت رتبته ، أن يتخاذل فيه مهما كانت درجة الضغوط، لامن طرف تجار الخمور ولا من طرف الإمبراطوريات العقارية، من اجل الضغط على السكان لترحيلهم من الأحياء الشعبية، ودفعهم نحو الاقامات، وترك المدن القديمة في يد المقيمين الأجانب كما يحدث في عدة مدن، لاداعي لذكرها ، لأننا لا نقصد مناقشة مسؤلين، بل نناقش الظاهرة وهنا لا يهم إن كان هناك تنسيق مقصود أم أن الأمور كلها صدف وتحدث عن غير قصد ما يهمأن هناك أمور ملموسة في واقع ملموس ولا تهمنا النوايا،لان أي سياسة أمنيةلها أهداف معينة وإطارات فكرية تشتغل عليها وسياستنا الأمنية للأسف فقدت البوصلة على مستوى الأمن القومي وسياسات الدفاع وأصبحنا نلمس نوعا مرعبا من اللامبالاة
فالسكينة العامة جزء لا يتجزأ من النظام العام، إلى جانب الأمن العام والصحة العامة وهذا النظام العام هو أصلا أساس ومبرر وجود الدولة وبندا مركزيا في العقد الاجتماعي ، فكيف تتساهل الدولةفي هذه الأمور وتترك منحرفا منفردا يحدد ويتحكم في عدد الليالي التي سينام فيها السكان طبعا لا نعمم ولا نلوم رجال الأمن في المدن ولا رجال الدرك في القرىلأننا نتابع هذه الظاهرة منذ سنين ونعلم جيدا أن المسالة متشابكة ويتحمل فيها المسؤولية المشرع ورجل الأمن والسياسات المتساهلة في السجون باسم حقوق الإنسان ....طبعا لا يمكن لنا ذكر الكثير من المعطيات رغم أن كل أبناء الشعب يعيشونها يوميا وحرصا منا على سمعة أجهزتنا الأمنية وكذلك حرصا على سمعة ومعنويات قواتنا المسلحة في الشق المتعلق بالدرك في القرى ،لان ما هو قادم وما ينتظر هذا البلد السعيد من تحديات ترابية ووطنية يستوجب على الجميع إعادة بناء هذه الأجهزة لجعلها تخدم مصلحة الوطن العليا، كما نتمنى من المشرع تعويض هذه القوانين التشجيعية على الإخلال بالسكينة العامة، بقوانين في غاية الصرامة وإلغاء كل الحوافز التشجيعية على الإجرام باسم حقوق الإنسان من اجل إعادة هيبة الدولة لان هناك حدود للحرية ومثل هذه المسلكياتأساءت للدولة داخليا وخارجيا لان هناك دراسات تمكن من معرفة مدى تماسك الأجهزة الأمنية وحتى بسيكولوجية القادة انطلاقا من هذه المعطيات التي تبدو للبعض عادية لان تجارب الدول أبانت أن هذه الظاهرة إذا استفحلت ستتحول عما قريب إلى تحالف بين البلطجة والفاسدين داخل الأجهزة الضبطيةضد المواطنين ويصبح آنذاك قمعا مزدوجا للشعبأفقيا وعموديا أي يمكنللدولة أن تضرب المستهدفينإما عبر أجهزتها الضبطية أو عبر البلطجة العميلةوهذا ما لا نريد أن نصل إليه لأننا من الدول المحتمل أن ندخل عما قريب حربا قاسية من اجل الوحدة الترابية ونحتاج للتماسك بين كافة أطياف هذا الشعب مدنيين وعسكريين وأمنيين وأي توجه غير هذا فهو في خدمة الآخرين ويكفي أن نعلم أن من اشد أنواع التعذيب في المعتقلاتهو الحرمان من النومأمر يمارس على مواطنينافي مساكنهم يوميا وهذا لا نرضاه . والحمد لله ربالعالمينالأمن القومي المغربي د مهتم بشؤون الأمن القومي منشور في http://www.hibapress.com/details-5596.html