التعاون العسكري والامني بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي |
بعد إنتهاء القمة الخليجية يومه الثلاثاء 20/12/2001،صدرت عنهم مجموعة من التوصيات كان أهمها التأكيد على جهود التشارك مع المغرب والأردن وفتح صناديق خليجية هنا وهناك،هذا السلوك إستفزنا وحتم علينا إبداء موقف في العلاقات العسكرية والأمنية التي تهمنا هنا. كان المغرب دائما من الدول السباقة لتقديم العون والمساعدة العسكرية لدول الخليج، حيث، وقبل الحديث عن هذه المبادرة، كان هناك تعاون عسكري كبير ،لاحظنا كم هي الوحدات العسكرية التي يبعثها المغرب بانتظام للعمل في الإمارات ،ورأينا كيف بعث المغرب بحوالي 1200 جندي مغربي إلى السعودية في حرب الخليج، بل وصدرت تقارير تحدثت عن مشاركة المغرب أو الرغبة في المشاركة في حرب السعودية ضد الحوثيين الشيعة في اليمن، كما كانت دول الخليج في الغالب تساند المغرب في حروب الصحراء ،بل ويحكى أن السعودية ساندت المغرب عسكريا حتى في أزمة ليلا، أي أن المغرب ودول ما يسمى التعاون الخليجي، أصلا كانوا متعاونين باستثناء بعض الأزمات الدبلوماسية مع قطر، لكن الغريب هو أن يتم بشكل رسمي إستدعاء المغرب للإنضمام لمجلس التعاون الخليجي ،والأغرب أن الدعوة جاءت من المجلس وليس من المغرب فهل ياترى سيستفيد المغرب من هذه الخطوة؟ آم أنها ستكون وبالا عليه؟
إننا نرفض بالبث والمطلق الانضمام أو التحالف مع هؤلاء، لأن المغرب الآن محتاج لمزيد من الحريات والإنفتاح الديمقراطي ويصعب التحالف مع دول لا مستقبل سياسي لها ،دول بمثابة قبائل ،لازال فيها الشيخ والشيخة والعشيرة هي الوحدات التي تحكم، دول لازالت تتعامل بمنطق عتيق ، إن غرض هؤلاء هو الإستفادة من المغرب عسكريا وبالضبط من كثافة قواته العسكرية بإعتبار المغرب هو ذلك المستودع البشري السني لمواجهة إيران بعد خروج مصر من الحلف الخليجي الإسرائيلي ضد إيران، إننا نرفض هذا الخيار لعدم رغبتنا في إدخال المعطى الطائفي لقواتنا المسلحة، أو إلى عقيدتنا العسكرية والرجوع بالتالي إلى العصور الوسطى، مما سيجعل الجيش بنفسه يشكل خطرا على الدولة والنظام السياسي القائم، إذ لماذا لم يتم المناداة على الدولة اليمنية رغم قربها الجغرافي ،لأن القوات المسلحة اليمنية تتوفر على عناصر زيدية، والسعودية ترفض الشيعة وهذا المعطى ظهر جليا في حرب الخليج حين تم بعث قوات باكستانية وبعد حين اكتشفت السعودية أن بينهم شيعة فطلبوا من الباكستان سحب العناصر الشيعة وكانت الباكستان قد رفضت باعتبارها تتعامل بجيش وطني موحد على أساس المواطنة وليس جيشا طائفيا.
إن سكان المغرب يشكلون ضعف سكان مجلس التعاون الخليجي، التي لها شكل جغرافي سهل الإختراق وتحتاج إلى قوات كثيفة التواجد للدفاع عنها، إذ تم احتلال الكويت في يومين، بعبارة أوضح أصبحت تبحث عن قوات مسلحة للكراء والإستئجار وقواتنا ليست للكراء، فمهما وصل بنا الفقر، فلنا كرامتنا، ويجب أن نغير النظرة التي رسمتها بعض العاهرات المغربيات في أدهان الخليجيين عن المغرب والمغاربة، دول الخليج تعتقد أن المغاربة رخيصون وهذا معطى راسخ لديهم باعتبار أنهم بالمال ممكن أن يشتروا المغرب والمغاربة والمغربيات، إنه فكر عشائري كبشي قزم الرؤية، وليس من مصلحتنا العليا آو الدنيا أن يدخلوننا في صراع مع الإيرانيين، لأن التحالف عسكريا مع الخليجيين يعني بالضرورة التحالف مع إسرائيل ،وذلك لأن أوساط الأمن القومي الإيراني يصرحون وبالواضح ،أنها تعتبر أي هجوم من طرف إسرائيل عليها هو هجوم أمريكي إسرائيلي، وبالتالي الرد سيطال كافة المصالح الأمريكية والأساطيل والقواعد العسكرية الأمريكية في الخليج، أي أن الحرب بين إسرائيل وإيران ستكون فوق الأراضي الخليجية، ومن خلال هذه الدعوة يريدون أن تكون الخسائر البشرية من المغرب، هذا المغرب الذي لم يعطي حتى الأن حقوق تامينات يتامى حرب الصحراء التي انقضت مند عقدين، فكيف سيفعل مع الموتى الجدد؟ وهل سيتم وصفهم بالشهداء وتحت أي مبرر لا هم دافعو عن وطن ولا عن الشعب....
انه ليس من مصلحتنا أن ننظم إلى حلف فيه الأردن ،أي سيكون لنا حلف له حدود مباشرة مع إسرائيل وله علاقات دبلوماسية معها ولاسرائيل حساباتها الخاصة.سمعنا من خلال العديد من التقارير المتطابقة انه يجري التفكير في إنشاء قوة إحترافية من المغرب والأردن قوامها 20 ألف جندي ستتواجد في الأردن ويتم تمويلها من طرف الخليجيين للدفاع عن الخليج ، إنها الكارثة بالنسبة لنا ،وماذا سنقول للتاريخ وماذا سنقول للجندي؛ سنرسلك للخليج لتحارب إيران وتدافع عن أمراء البترول، إننا لا نرغب في الدخول في صراع مع إيران، لأن الذي بيته من زجاج لا يضرب بالحجر. إيران لها خبرات عريقة في حرب المدن والتفجيرات وحروب الاستنزاف ولها خبرات في دعم حماس وحزب الله وفي العراق ومع الحوثيين......وإذا ما قررت مساندة البوليساريو سواء في حرب الصواريخ أو حرب المدن فإنها ستكون الكارثة بالنسبة لنا، لأننا نعلم جيدا محدودية قدرات الآمن الوطني في هذه الأنواع من الصراعات، ونعلم جيدا كيف يتم الدخول إلى أسلاك الأمن الوطني والكوارث التي تحدث في مباريات الإدماج .....إنها الكارثة التي لن تنفعنا فيها أموال الشيوخ والأمراء الخليجيين و المرجو ترك إيران في حالها وعدم وضع الأصبع في جحر الأفعى وفعلا بدأنا نلحظ تحركات إيرانية في المنطقة
إن هذه الإمارات الخليجية ليست لها أصلا عقيدة عسكرية، ولا أهداف سامية لقواتها فقط يشترون السلاح ويخزنونه، والآن أرادو الدخول في معادلة خاسرة مع إيران ،وأخذ الأوامر من أمريكا وإسرائيل وجعل ذات القوات تقمع الحريات وتقمع الاحتجاجات المطالبة بالإصلاحات، وهذا هو الهدف الثاني لهذه الدعوة الغريبة ،وهو خلق تكامل أمني بين الملكيات والإمارات والعشائر لقمع الحريات وحماية الملكيات والأنظمة الخليجية المترهلة، والتي لا مستقبل سياسي لها لأنها ضد التاريخ وضد شعوبها ،وقد فتحت شهيتها على المغرب والأردن باعتبار البلدين يتوفران على أكثر أجهزة الاستخبارات الداخلية كفاءة وتريد الاستفادة من خبراتها لمواجهة استباقية لأي تحرك شعبي ضدها، والخطير أنها عبرت بالواضح أنها ستحتفظ برئاسة الأركان، أي أن هذه القوات المطلوبة ستقتصر على تنفيذ الأوامر ليس إلا ،والتي نعلم جيدا أنها ستكون أوامر حمقاء كما حدث في مواجهة السعودية للحوثيين، وحاصل القول أنه ليس من مصلحتنا الدخول في الإستقطاب الشيعي السني، لأن المغرب بعيد وله ما يكفي من المشاكل، بل والقادم منها أكثر خطورة ودموية، وقواتنا المسلحة ليست للكراء ولا حتى أجهزتنا الأمنية و الإستخباراتية، والتعويل على الفقر المغربي من أجل إستغلالنا ،إستراتيجية فاشلة لأننا هنا أمام أجهزة امن قومي وليس أمام عصابات لتهريب البشر.http://www.almoharib.com/مهتم بشؤون الأمن القومي المغربي.منشور بأسبوعية ما وراء الحدث عدد 55