الجيش المغربي يخوض "حرب الرمال" الثانية

http://www.almoharib.com/2012/11/blog-post_28.html
الجيش المغربي يخوض "حرب الرمال" الثانية
طلبت مجموعة من الدول التي تتبنى خيار التدخل العسكري في شمال مالي، لتحريره من قبضة التنظيمات الإرهابية، رسميا من المغرب المشاركة في هذه الحرب، بالنظر إلى خبرة وتجربة القوات المسلحة في حروب الرمال.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الصباح» أن مشاركة الجيش المغربي ستمكن أجهزة المخابرات من وضع قدم لها في منطقة الساحل التي ظلت تحاصرها الجزائر وتنعشها بمختلف ألوية الحركات الإرهابية، وخلق تهديدات أمنية تطوق بها حدود دول المنطقة، مضيفة أن الجارة الجزائر سعت جاهدة إلى منع أي تدخل عسكري، لمعرفتها المسبقة أن التدخل سيفتح حدودها الجنوبية أمام أجهزة المخابرات الأجنبية، وسيفضح دورها في تنشيط الأنشطة الإرهابية بالمنطقة.
وأفادت المصادر نفسها أن مشاركة القوات المغربية لن تتعدى 300 عنصر، من نخبة عناصر القوات المسلحة، مدربين على القتال في حروب الصحراء، وهو الأمر الذي يطلبه التحالف العسكري للتدخل في شمال مالي، بالنظر إلى أن حركات الجهاد تتوقع «حرب رمال» قد تطول مدتها في منطقة أصبحت تحمل اسم «ساحلستان»، يتم فيها تجنيد مقاتلين مقابل تعويضات تصل إلى ثلاثة آلاف أورو للمجند الواحد، بعضهم قدم من مخيمات بوليساريو، وسبق له أن عمل في جبهات عسكرية بتندوف.
في السياق ذاته، كشفت تقارير أمنية أجنبية أن حوالي ستين شخصا وصلوا، أخيرا، إلى منطقتي «تمبوكتو» و«غاوا»، اللتين تستوطنهما التنظيمات الإرهابية، قادمين من مخيمات بوليساريو، مضيفة أن اعتراض الجزائر على التدخل العسكري في شمال مالي، مرده إلى مخاوفها أن تكشف العمليات العسكرية وجود عناصر من مخيمات بوليساريو، الواقعة فوق التراب الجزائري، ضمن المقاتلين التابعين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ووفق التقارير نفسها، فإن الفكر الجهادي تسرب إلى مخيمات اللاجئين في تندوف، بينما فشلت قيادة الجبهة في منع عدد كبير من شباب المخيمات من التجنيد داخل هذه التنظيمات الإرهابية، إذ تحدثت التقارير عن ثلاثة مخيمات، داخل تندوف، تشكل مصدر عمليات التجنيد، وهي مسجد عمر بن الخطاب بـ«مخيم العيون» وجامع أبو بكر بـ«مخيم السمارة» وجامع الكتاب والسنة بـ«مخيم أوسرد».
وتثير هذه المعطيات الاستخباراتية قلق الجزائر، ذلك أنه علاوة على أنها لا ترغب في رؤية جيوش مغربية تتنقل على حدودها، فإن الصلة بين أعضاء في بوليساريو والتنظيمات الإرهابية، تأكدت خلال تفكيك خلية لتجنيد جهاديين، في موريتانيا، اعتقل خلالها زعيم الخلية محمد الأمين ولد لوليد الملقب معاوية، اتضح أنه يتحدر من مخيمات تندوف، وهو الأمر الذي حرك شاحنات عسكرية جزائرية شنت سلسلة اعتقالات في صفوف المخيمات الثلاثة، وإيقاف صحراويين تلقوا تكوينهم العسكري في المعسكرات التابعة للجبهة، وجندهم أمراء القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، انطلاقا من المخيمات.
بالمقابل، تربط هؤلاء المجندين علاقات قرابة مع قيادات أمنية داخل جبهة بوليساريو، وهو ما تأكد خلال تحقيقات مع المدعو (محمد ولد المهيدي) الملقب باسم «ريبو»، إطار سابق في المنطقة العسكرية الثانية بالمخيمات، ومقرب من قائد الأمن في الجبهة محمد ولد ﺍﻋﻜﻴﻚ.الأمن القومي المغربي
إحسان الحافظي