التجسس |
كان المغرب منذ مدة طويلة يحتفظ بسمعة أمنية لا بأس بها في علاقته بالدول الأخرى،خصوصا في مجال التجسس
بحيث في الغالب الأعم كان يلجأ إلى تبادل المعلومات أو طلبها،لكن وعلى ما يبدو فقد بدأ المغاربة في التأسيس لسياسة جديدة في هذ المجال،لم تكن أبدا موفقة، فقد تعرضت أجهزة الرصد الخارجي لعدة نكسات في الأعوام الأخيرة ،منها قرار دولة بلجيكا طرد عملاء رسميين مغاربة بسبب ما وصفته تجاوز الخطوط الحمراء في التجسس،وإعتبارهم pesona non grata، ومحاكمة مواطن مغربي يحمل الجنسية الهولندية بتهمة التعامل مع المخابرات المغربية، وتوج هذ المسلسل من الإنتكاسات بقرار النيابة العامة الألمانية توجيه الاتهام الى مواطن مغربي يحمل الجنسية الألمانية بالتجسس لصالح المخابرات المغربية عبر رصد حركات إسلامية و نشطاء من البيزات،إن هذه النكسات المتتابعة وتأثيراتها السلبية على علاقة المغرب مع هذه البلدان أصبح يطرح عدة أسئلة عن مكان وجود الخلل،هل هو مشكل تمويل بإعتبار تمويل شبكات أو عناصر إستخبارية مغربية في بلدان غنية يعتبر جد مكلف، أم أنها مسألة كفاءات وهنا نعود للإشكال الذي حذر منه كثيرين أي نزاهة مباريات الولوج للأجهزة الدفاعية والأمنية المغربية،والثمن الذي يؤديه المغرب الأن على ذلك في الأمن والدفاع وقضية الصحراء،في إعتقادي دور المخابرات المغربية دوليا سيبدأ في الإنحسار نظرا لما سبق ذكره،ونظرا كذلك لقبولها التماهي مع الدور الأردني في التعامل مع الخليجيين والقوى الغربية،ولموقف المغرب من دول قوية كإيران،مما زاد من الضغط الذي يقع على أجهزة التجسس المغربية فهي الأن لا يجب أن تحتاط فقط من أجهزة مكافحة التجسس في مناطق التمركز،بل يجب أن تحتاط حتى من جهات متعددة قوية بما يكفي مثل إيران والجزائر وغيرها التي قد تبلغ عنهم إن دعت الضرورة،من هنا وجب العمل بجدية لتخفيف الضغط على الأجهزة المغربية عبر أولا زيادة التمويل وإعطائها مزيدا من حرية الحركة وعدم تحميلها أكثر من قدرة المغرب أي الحفاظ على التناسبية وعدم حشرها في قضايا الأخرين خصوصا حسابات الخليجيين،وعبر تخفيظ نسبة الأعداء الغير الضروريين لأن لدينا ما يكفي وزيادة.http://www.almoharib.com/