الجماعة والحزب والأمن القومي |
لم تظهر قوة العدل والإحسان خلال مسيرات 20 فبراير،بل ظهرت قوتها حينما إنسحبت من 20 فبراير ،
الشيئ الذي كان إستعراضا للقوة عبر إظهار الحجم وعبر إظهار قدراتها التنظيمية وإنضباط أعضائها لقرار الإنسحاب،كما لم تظهر قوة قيادة العدل والإحسان في حياة المرشد المرحوم عبد السلام ياسين ،لكن ظهرت قوتها حين تشيع جنازة الفقيد،مما قدم للدولة المغربية وحتى للمتابعيين للوضع من داخل السفارات الأجنبية في الرباط أن هذا التنظيم تجاوز بمراحل كل الأحزاب السياسية سواء تعبويا أو تنظيميا أفقيا وعموديا سواء من حيث الكم أو الكيف،مما حولها إلى هدف يجب الحسم معه،وبإعتبار أن أوضاع البلاد لا تتحمل الدخول في مواجهة عنيفة مع التنظيم فإن السبيل الوحيد هو العمل بكل الوسائل من أجل تشتيتها إلى أجنحة عبر إدماجها كليا أو جزئيا في العمل السياسي الرسمي وتشويه صورتها عبر إعطائها حقائب خدمية كما حصل مع الإتحاد الإشتراكي والعدالة والتنمية أي بيع كل الرصيد الذي راكمته الجماعة ببضع حقائب وزارية خدمية،وهذا ما بدأنا نلحظه هذه الأيام فقد خرجت معطيات تقول أن هناك خلافا بين نادية ياسين وقيادات وازنة في الجماعة وأنها قيد إخراج تنظيم نسائي مستقل عن الجماعة،وخرج فتح الله أرسلان في حوار له مع القدس العربي يقول بأنهم يريدون حزبا،وطبعا هذا ليس رأي كل الجماعة مما يبين أن سياسة تقسيم الجماعة إلى أجنحة بدأت في الإشتغال،وفعلا ذكرت مصادر صحفية أن هناك لقاأت بين حميد شباط وقيادات عدلاوية من أجل تبني ودفاع شباط عن قضية تحويل الجماعة إلى حزب لإدماجها في الحقل الرسمي،طبعا الجماعة تعلم جيدا أن قوتها في وحدتها ،فهل يا ترى سيتم تدجين هذه الجماعة وإدخالها إلى بيت الطاعة عبر تحويلها إلى حزب كباقي الأحزاب أم أن الجماعة أصبحت أكبر من أن تصبح حزبا وكل الخلافات هي تكتيك وتقاسم أدوار للتمويه والتخفيف من الضغط المخزني المسلط عليها؟. www.almoharib.com