تقرير أمن قومي/ تطورات ملف الصحراء،الإتجاه نحو الهاوية

http://www.almoharib.com/2013/10/blog-post_21.html
تقرير أمن قومي/ تطورات ملف الصحراء،الإتجاه نحو الهاوية
تقرير/ يبدو أن زيارة الثعلب كريستفر روس للصحراء قد أشعل فتيل غضب صامت ظل يتراكم لمدة ليست بقصيرة
وقد سبق وأن قلنا أن سياسة الغرور والإستكبار الأمني التي ينهجها المغرب تجاه المستضعفين قد تخلق جدارا معنويا يكون مقدمة لكسر الوحدة الوطنية والترابية في صمت ومن حيث لا ندري،وهذا ما حدث بالضبط ،وقلنا في أوج الإنتشاء والتطبيل والتزمير لمقترح الحكم الذاتي من طرف أنتلجنسيا النظام أنه خيار غير قابل للتطبيق والمغرب غير ناضج على هذا المستوى،الأن حلت ساعة الحقيقة،وظهر الوضع للجميع بدون مساحيق التجميل،ولأن المغرب إعتمد على مجموعة من الإنتهازيين والوصوليين الغير الأكفاء والغير الجديين وعول عليهم في قضية الصحراء،وهمش الطاقات وأخرجها من الأجهزة الأمنية والإستخبارية والدبلوماسية ها نحن الأن نجني ثمار الفكر القبلي والكبشي القزم الرؤية ،ونجني ثمار سياسة التدمير الذاتي للوطن من أجل مصالح شخصية وفئوية،والقادم سيكون أقسى وأمر، لقد تلقينا سلسلة من الضربات المتتابعة أخرها مشروع قرار للبرلمان الأوروبي يدين المغرب في موضوع الصحراء،وتقرير الخارجية الأمريكية يدين الوضعية الحقوقية في أقاليمنا الجنوبية،وكل هذا والمغرب لم يستوعب الدرس وظهر هذا جليا في إصرار المغرب على ترك نفس الوزير المنتدب في الدفاع الوطني في الحكومة الجديدة رغم عدائه الشديد للقواعد الخلفية والخزان المعنوي للقوات المسلحة الملكية ونفس الإحساس المتبادل معه من طرف أرامل ويتامى الشهداء والمتقاعدين والأسرى والذين أصابهم إحباط عام ،الأمر الذي أظهر أن المخططين المغاربة يعيشون في واد أخر بعيد كل البعد عن مصالحنا العليا  ، مما أعطى إشارات واضحة للبوليساريو أن الجبهة الداخلية للمغرب أصبحت مستباحة في أكثر نقاطها الحيوية ،وهذا ما شجعهم على التحرك في الداخل بل وحتى في مدن العمق،لقد عملت كافة أجهزة الأمن المغربية والمخابرات والدفاع الوطني وغيرها بكل جد على طول السنوات الماضية على تدمير الجبهة الداخلية للمغرب عبر تهميش الطاقات ومحاصرة أرامل الجيش وأيتام القوات المسلحة وإبداع حيل متعددة لحماية الفاسدين،ورغم كل التحذيرات ،كانت تصم أذانها لأن ما يهم الأغلب الأعم ليس الوطن ووحدته بل وللأسف ذلك الراتب الشهري المكتنز والعلاوات المبالغ فيها،الكل متشبع بعقلية الموظف العمومي الإنتهازي الساعي إلي ضمان تقاعد مريح عبر العمل لساعات معدودة بدون إبداع أو مردودية من أجل راتب شهري وليذهب الوطن إلى الجحيم،والدليل أن أقصى ما تقدمه هذه الجهات هي الدفع بمزيد من القوات المساعدة والأمن والبلير للصحراء من أجل تعميق الهوة النفسية أكثر ودفع الصحراوين إلى المزيد من التطرف وتشويه سمعة المغرب خارجيا،وحاصل القول هو أننا سنكرر للمرة الألف الخلاصات التالية والتي حوربنا من أجلها كثيرا على يد الظالمين
أولا، أنه يستحيل تحقيق الوحدة الترابية والوطنية وتحصينها في ظل إستمرار الفاسدين والظالمين داخل أجهزتنا الأمنية والعسكرية،وما دمنا نحمي الظالمين فلن نحقق غير الذل والهزيمة على كافة الأصعدة.
ثانيا،أنه يستحيل مواجهة مخططات التقسيم الجدية التي تقودها دول ومؤسسات أجنبية قوية فقط ببضعة عائلات رباطية وفاسية، بعبارة أوضح يجب الإستفادة من الطاقات الحقيقية والعمل بالطاقة القصوى للمغرب أما هذا المسخ المغربي فقد تعفن وأصبحت رائحته كريهة،مما سيحولنا أو حولنا إلى دولة فاشلة تجرنا نحو التقسيم والإنفصال  العاطفي،الرمزي ،الوطني والترابي .
ثالثا،أن الإنسان الصحراوي أهم من أرض الصحراء وثرواتها الهائلة ،لأننا لا يجب أن نعطي إنطباعا كما الأن أننا نريد تحرير الصحراء من أجل تقسيم الثروات على المتنفذين المغاربة  وإلقاء الصحراويين إلى الجحيم بل يجب أن نكسر الجدار النفسي والمعنوي مع الصحرويين بأن نجعلهم في صلب الإهتمام، أي ما قام به المغرب مع جنوده بأن حارب بهم ولما قتلوا في الحرب نكل بأسرهم وسمح بالإستيلاء على حقوقهم  أعطى إنطباعا للصحراويين أن المغرب بلد إنتهازي وبمجرد وصوله لثروات الصحراء سيتخلى عنهم وهذه معطيات نوقشت على أوسع نطاق في منتديات،ويجب تصحيح الفكرة ومسببات الفكرة لانها كلفت المغرب اكثر من طاقته على الاحتمال .
رابعا،على المستوى الشخصي تابعت ملف الصحراء بكل تفاصيله لما يزيد عن عقد من الزمن ولم أكن أبدا بهذا الحجم من التشاؤم على مصير الوحدة الترابية و الوطنية للمغرب،فلم أكن أتصور يوما أن أكثر السيناريوهات تشاؤما قد تحققت فعلا على الأرض،والأكثر إيلاما أنها تحققت على أيدي مسؤولين محسوبين على الدولة المغربية ،فقد عملوا على تخريب الوطن وإحباط معنويات الجيش والأمة على إمتداد التراب الوطني فقط من أجل مصالح شخصية وفئوية،مما فرخ وأنضج الفكر الإنفصالي وما يقلقنا أكثر أنه لا يتواجد فقط بين الصحراوين بل في العمق،ونعتقد بكل ثقة أن الأمور ستتجه بسرعة نحو أسوء الإحتمالات التي قد نفقد فيها ما هو أكبر من الصحراء،ليجلس الفاسدين والظالمين أنذاك على ركام من  الخراب سيسمونه  وطنا
.
www.almoharib.com