التدمير الذاتي للدولة المغربية |
يسود جو من الصمت الرهيب والقتامة على الوضع العام في المغرب في ظل أزمة خانقة على كل المستويات بلغت ذروتها في مناطق المغرب الغير النافع،فقد شكل هذا الصمت أكبر تحد أمام الجهات الأمنية المغربية بإعتبار أن من لم يعد يخرج للإحتجاج قد يكون فقد الأمل في هذا الشكل الإحتجاجي وينتظر الفرصة للخروج بشكل أكثر عنفا لأن الدولة إكتسبت مناعة ضد الأشكال الإحتجاجية العادية،ولم تتنفس الدولة الصعداء رغم دعوة النقابات إلى الإضراب لأنها تعلم أن المتضرر الحقيقي من الوضع لازالا صامتا ويتطلع لما هو أكبر من الإضراب،وأن المعنيين بالإضراب هي الطبقة الإنتهازية المستفيدة من جو الأمن والإستقرار في المغرب وتتطلع إلى تعميق المكتسبات.
وبالفعل فقد بدأت تظهر بوادر تحرك شعبي غير تقليدي قد يمسح الأخضر واليابس رغم أنها إشارات خفيفة إلا أن هناك من إلتقطها وحللها بكل جدية في كل من فاس،البهاليل،تازة،تاهلة،الراشيدية،مريرت،وغيرها،خطورة هذه المناطق تتمثل في إحتضانها لأكبر عدد من قدماء العسكريين سواء المتقاعدين أو المطرودين،وهي مناطق تعتبر الخزان الأساسي للموارد البشرية للجيش المغربي في الماضي والحاضر ودخول الدولة في مناوشات مع هذه المناطق ستكون له تبعات وخيمة،وعبر التاريخ كانت قبائل هذه المناطق الوقود الأولي لأية تحركات ضد الإيالة الشريفية،مناطق صفرو ،تاهلة وأهرمومو تقطنها عدة فروع لقبيلة بني وراين وفاس وتازة أغلبيتهما سواء المركز أو المحيط تتركز فيه ثلاثة قبائل مشاكسة وهي التول،البرانص وغياثة وفي جهة سيدي إفني إلى الراشدية تمتد قبيلة أيت با عمران ،أي أننا أمام تاريخ سيعيد نفسه وفي هذه الحالة يصعب تحييد دور الجيش سلبا أو إيجابا والفرق الوحيد بين الأمس واليوم هو أن المظلومين الأن غير مسلحيين مما جعل الدولة تتغول وتتعمد إذلالهم ليتحول الأمن والإستقرار إلى نعمة تعيشها شريحة ضيقة في المغرب وذات الأمن والإستقرار أصبح جحيما لا يطاق بالنسبة لشرائح واسعة في الهوامش لأنه لم يعد يخدم مصالحها،هناك حقائق أصبحت واضحة وهي أننا في المغرب نتجه نحو الهاوية رويدا رويدا ،بإعتبار أن السياسات الحالية للدولة المغربية الفاشلة لا يمكن أن تنتج غير الفوضى وعدم الإستقرار وأن الإتجاه نحو التدمير الذاتي للأنا الوطنية هو حتمي ومسألة وقت فقط ،فالدولة أصبحت تدمر نفسها من حيث لا تدري وتدفع الأخر للمشاركة في هذا النحت الجماعي كل من موقعه .