تهديدات التسونامي للمغرب |
الأستاذ المصطفى المعتصم*
قبل شهرين عقد في احد فنادق العاصمة الرباط لقاء علمي حول تهديدات التسونامي للمغرب . وهو اللقاء الذي بقدر ما أثار اهتمام المتتبعين فإنه أثار العديد من أسئلة لدى المواطن العادي خاصة عندما سمعوا أن أمواج التسونامي التي ستضرب المغرب سوف يتعدى علوها مائة متر وهو ما سيؤدي إلى إغراق جل المدن الساحلية المكتظة بالسكان ويتسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة جدا . وسيكون مصدر التسونامي انهيار الجانب الغربي من بركان " كومبري بييخو " ( combré biejo) أي القمة الهرمة الموجود في أرخبيل الكناري التابعة لإسبانيا قبالة الشواطئ الجنوبية للمغرب لكن العجيب والغريب هو التزام الإعلام الرسمي الصمت اتجاه الضجة التي أثارتها هذه الندوة العلمية بالرباط . وكأن لسان حال الحكومة / الدولة يقول : كم من حاجة قضيناها بالسكوت عنها.
في الحقيقة فإن المغرب مهدد بمصدرين للتسونامي وليس مصدر واحد . وكلاهما لا يستطيع أحدا التنبؤ بتاريخ حدوثه ولا التنبؤ حقيقة بقوته التدميرية والخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عنه .
المصدر الأول هو الفالق التحولي faille transformante الممتد من جزر الآسور في وسط المحيط الأطلسي في اتجاه الشبه القارة الإيبيرية عند جبل طارق . تحرك الأفقي لهذا الفالق ينتج عنه زلزال قد يصل إلى تسع درجات على سلم ريشتر أي زلزال ينتج عنه موجات مد عارمة أو تسونامي "tsunami". وقد سبق أن أدى الزلزال الكبير الذي نتج عن نشاط هذا الفالق في تدمير لشبونة في أواسط القرن الثامن عشر كما أدى إلى إلى تدمير العديد من المدن البرتغالية والإسبانية والمغربية . وضربت موجات التسونامي المترتبة عنه السواحل الشمالية الغربية للمغرب والسواحل الغربية والجنوبية الغربية لشبه الجزيرة الإيبيرية بل وصلت إلى الشواطئ الفرنسية والبريطانية .
المصدر الثاني للتهديد هو احتمال انهيار المخروط البركاني للكومبري بييخو (combre biejo) أو القمة الهرمة حيث تفيذ المعطيات الجيولوجية بوجود مؤشرات مقلقة من احتمال انزلاق الفالق الغربي لهذه الجزيرة إلى قاع المحيط الأطلسي في حالة حدوث نشاط بركاني جديد بهذه الجزيرة أو نتيجة نشاط زلزالي عنيف في منطقة نشطة بركانيا وزلزاليا . وشخصيا أتوقع أن موجة المد الأعلى والأعنف ستكون في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية وليس في اتجاه المغرب خلافا لما ذهب إليه بعض المختصين الذين تحدثوا في ندوة الرباط .
لا آريد أن أخوض مع الخائضين في تحديد قوة ومدى التسونامي المرتقب ولا زمن حدوث هذا التسونامي ولكن النقاش الذي يجب أن يحظى بالأهمية بشكل كبير هو ماذا أعددنا كمغاربة لمواجهة هكذا تهديد محتمل الحدوث في أي لحظة؟ . طبعا لا أحد يمكنه التنبؤ بالزلازل لحد اليوم بشكل يقيني ولكن يمكن في حالة وجود أجهزة إنذار مبكر معرفة زمن وصول موجات التسونامي التي تصل سرعتها ما بين الخمس مائة وثمان مائة كيلومتر في الساعة أي هناك وقت يكبر أو يصغر حسب مكان انطلاق التسونامي . فمثلا التسونامي القادم من وسط المحيط الآطلسي لن تصل موجاته إلا بعد أربع ساعات على الأقل إلى الشواطئ المغربية في حين ستصل موجات التسونامي الناتجة عن انهيار الكومبري بييخو ما بين ساعة إلى ساعة ونصف للشواطئ المغربية . في كلتا الحالتين نحن أمام حيز زمني سيكون كافيا نسبيا لتجنيب عدد كبير من المواطنين القاطنين بالسواحل الغرق بالطوفان شرط أن يتم تحسيسهم وتثقيفهم على التعامل مع هذه الحالات القصوى وهنا مربض الفرس وعقدة المنشار . فالتسونامي الذي يحصد مئات الآلاف من الآرواح في دول المحيط الهندي لا يقتل سوى بضع أفراد في اليابان مثلا . في التعامل مع التسونامي المسألة مسألة تحسيس وتدريب بالنسبة للسكان كما أنها مسألة تدابير وقائية على مستوى هندسة وتهيئة المدن الساحلية. بعيدا عن مسألة التحسيس والتدريب على إخلاء المناطق الخطيرة وبعيدا عن مسألة اعداد وتصميم المدن المهددة هناك سؤال يؤرقني هو ماذا أعد المغرب على مستوى فرق التدخل السريع والانقاذ المختصة وماذا عن إمكانياتها اللوجيستية ؟
أطرح هذا السؤال وأنا أستحظر الطريقة التي تم بها إخراج المرحوم الزيدي وسيارته من الضاية التي مات فيها. نعم ماذا سنفعل إزاء بحر مائج هائج وأمام موج يتراوح بين 30 و 60 متر ؟ ماذا ستفعل فرق انقاذنا البدائية وبامكانياتها المتواضعة إزاء وضع كارثي سيترتب عن مثل هذا التسونامي ؟ .
في الحقيقة فإن المغرب مهدد بمصدرين للتسونامي وليس مصدر واحد . وكلاهما لا يستطيع أحدا التنبؤ بتاريخ حدوثه ولا التنبؤ حقيقة بقوته التدميرية والخسائر البشرية والمادية التي قد تنجم عنه .
المصدر الأول هو الفالق التحولي faille transformante الممتد من جزر الآسور في وسط المحيط الأطلسي في اتجاه الشبه القارة الإيبيرية عند جبل طارق . تحرك الأفقي لهذا الفالق ينتج عنه زلزال قد يصل إلى تسع درجات على سلم ريشتر أي زلزال ينتج عنه موجات مد عارمة أو تسونامي "tsunami". وقد سبق أن أدى الزلزال الكبير الذي نتج عن نشاط هذا الفالق في تدمير لشبونة في أواسط القرن الثامن عشر كما أدى إلى إلى تدمير العديد من المدن البرتغالية والإسبانية والمغربية . وضربت موجات التسونامي المترتبة عنه السواحل الشمالية الغربية للمغرب والسواحل الغربية والجنوبية الغربية لشبه الجزيرة الإيبيرية بل وصلت إلى الشواطئ الفرنسية والبريطانية .
المصدر الثاني للتهديد هو احتمال انهيار المخروط البركاني للكومبري بييخو (combre biejo) أو القمة الهرمة حيث تفيذ المعطيات الجيولوجية بوجود مؤشرات مقلقة من احتمال انزلاق الفالق الغربي لهذه الجزيرة إلى قاع المحيط الأطلسي في حالة حدوث نشاط بركاني جديد بهذه الجزيرة أو نتيجة نشاط زلزالي عنيف في منطقة نشطة بركانيا وزلزاليا . وشخصيا أتوقع أن موجة المد الأعلى والأعنف ستكون في اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية وليس في اتجاه المغرب خلافا لما ذهب إليه بعض المختصين الذين تحدثوا في ندوة الرباط .
لا آريد أن أخوض مع الخائضين في تحديد قوة ومدى التسونامي المرتقب ولا زمن حدوث هذا التسونامي ولكن النقاش الذي يجب أن يحظى بالأهمية بشكل كبير هو ماذا أعددنا كمغاربة لمواجهة هكذا تهديد محتمل الحدوث في أي لحظة؟ . طبعا لا أحد يمكنه التنبؤ بالزلازل لحد اليوم بشكل يقيني ولكن يمكن في حالة وجود أجهزة إنذار مبكر معرفة زمن وصول موجات التسونامي التي تصل سرعتها ما بين الخمس مائة وثمان مائة كيلومتر في الساعة أي هناك وقت يكبر أو يصغر حسب مكان انطلاق التسونامي . فمثلا التسونامي القادم من وسط المحيط الآطلسي لن تصل موجاته إلا بعد أربع ساعات على الأقل إلى الشواطئ المغربية في حين ستصل موجات التسونامي الناتجة عن انهيار الكومبري بييخو ما بين ساعة إلى ساعة ونصف للشواطئ المغربية . في كلتا الحالتين نحن أمام حيز زمني سيكون كافيا نسبيا لتجنيب عدد كبير من المواطنين القاطنين بالسواحل الغرق بالطوفان شرط أن يتم تحسيسهم وتثقيفهم على التعامل مع هذه الحالات القصوى وهنا مربض الفرس وعقدة المنشار . فالتسونامي الذي يحصد مئات الآلاف من الآرواح في دول المحيط الهندي لا يقتل سوى بضع أفراد في اليابان مثلا . في التعامل مع التسونامي المسألة مسألة تحسيس وتدريب بالنسبة للسكان كما أنها مسألة تدابير وقائية على مستوى هندسة وتهيئة المدن الساحلية. بعيدا عن مسألة التحسيس والتدريب على إخلاء المناطق الخطيرة وبعيدا عن مسألة اعداد وتصميم المدن المهددة هناك سؤال يؤرقني هو ماذا أعد المغرب على مستوى فرق التدخل السريع والانقاذ المختصة وماذا عن إمكانياتها اللوجيستية ؟
أطرح هذا السؤال وأنا أستحظر الطريقة التي تم بها إخراج المرحوم الزيدي وسيارته من الضاية التي مات فيها. نعم ماذا سنفعل إزاء بحر مائج هائج وأمام موج يتراوح بين 30 و 60 متر ؟ ماذا ستفعل فرق انقاذنا البدائية وبامكانياتها المتواضعة إزاء وضع كارثي سيترتب عن مثل هذا التسونامي ؟ .
دعونا من التسونامي وحس التسونامي . فالظواهر الطبيعية قد تتجاوز في بعض الأحيان قدرة البشر على مواجهتها ولنركز على خطر غير طبيعي . إن المغرب يقع على الضفة الجنوبية لأهم معبر مائي بحري في العالم : مضيق جبل طارق . هذا المضيق يشهد يوميا مرور الآلاف من البواخر المدنية والعسكرية بعضها مخصص للغاز وأخرى للبترول وبعضها مخصص لنقل المواد الكيماوية الخطرة أو نفايات نووية في طريقها إلى مدافنها أو لإعادة تصنيعها . هناك بواخر وغواصات تستعمل الوقود التقليدي واخرى تستعمل الوقود النووي . هذه السفن العابرة قد تكون عرضة للاصطدام في ما بينها أو تتعرض لعمل تخريبي أو لأعطاب الخ .. مما قد يهدد أمن وسلامة مواطنينا ويهدد ثرواتنا البحرية ، سؤالي هل في بلادنا فرق للتدخل السريع مختصة لها امكانيات تكنولوجية متطورة تمكنها من مواجهة حالات طارئة حالة حدوثها ؟ لن أكلف نفسي عناء البحث عن الجواب عن هذا السؤال ولعل القراء الكرام يتذكرون قصة ناقلة النفط الإيرانية " خرج" والطريقة التي تمت بها معالجة خطر غرق هذه الناقلة العملاقة حيث ثم قطرها إلى قبالة الشواطئ السينغالية بشكل خطير حيث كان من المتوقع انشطار تلك الناقلة بين الفينة والأخرى . غرق آي ناقلة نفط عملاقة أو حاملة طائرات أو غواصة تعملان بالوقود النووي قد يتسببون في كوارث لا حد لها وسنقف نتفرج على ما آصابنا من دون حول ولا قوة . وما يقال عن الإنقاذ والتدخل في البحر يقال عن التدخل زمن الفيضانات وزمن الحرائق . فأمام ضعف في الأطقم البشرية وضعف في الإمكانيات اللوجيستية ستبقى عمليات التدخل والإنقاذ محدودة وضعيفة من دون أثر وسيبقى المواطنون بمن فيهم الزعماء يغرقون في البرك المائية بدراجاتهم وكراريسهم وبسياراتهم من دون أن يجدوا من ينقذهم