بنكيران بين واقع متعثر و كابوس الرحيل |
كتبه لصالح منبر المحارب, فادى عيد*
قد لا نرحل مبكرا كما يتوقع البعض . هكذا صرح رئيس الحكومة المغربية و الامين العام لحزب العدالة و التنمية ( أخوان المغرب ) عبد الاله بنكيران، و أغلب النقاد و محللين السياسية من أشقائنا المغاربة حللو تلك الجملة من منظور حالة التردى السياسى الداخلى لاوضاع رئيس الحكومة و عدم الوفاء بتنفيذ الوعود السخية التى أطلقها عبد الاله بنكيران فى بدايات توليه للمسئولية، حتى باتت الصورة مختصرة على الازمة الداخلية بين الشعب المغربى و الاحزاب المغربية بمختلف أنتمائتها التى ملت من كلام بنكيران الذى يعيد تكراره كثيرا دون ان ينفذ أى شيئ، و لكن حقيقة الامر هى جملة تسير على خط أخر غير خط تفاقم الازمة الداخلية الا و هو خط الاحداث و المتغيرات الخارجية التى تمر بها دول المنطقة و بتحديد الدول التى اصابها الربيع العبري، و ما حدث مؤخرا من أسقاط انظمة الاخوان سواء بسقوط العمود الرئيسى لخيمة التنظيم الدولى لجماع الاخوان المسلمون بعد اسقاط حكم الاخوان فى مصر البلد الذى أنشاء فيها ذلك التنظيم الشيطانى، ثم الاطاحة بحركة النهضة التونسية فى الانتخابات البرلمانية، بجانب الصراع الدائر بين الجيش الليبي و مليشيات أنصار الشريعة و فجر ليبيا و مشتقات جماعة الاخوان الارهابية التى تعبث بأمن و مقدرات ليبيا، و ما يحرزه الجيش الليبي من تقدم على كل هولاء المتطرفون، و هو كان أمرا كافيا أن يجعل الامين العام لحزب العدالة و التنمية و رئيس الحكومة المغربية و صديق الخليفة العثمانى الجديد أردوغان الاول و أخر كروته المحتفظة بمكانها بشمال أفريقيا فى حالة من القلق و التخوف و هو الامر الذى أذداد بعد حالة الحراك المؤخرة فى الشارع المغربى و بين الاحزاب المغربية التى بدء صوتها يرتفع مرة أخرى ضد سياسات عبد الاله بنكيران، و بعد أن باتت أغلب أقلام الصحفيين المغاربة تعزف لحن الرحيل .
فحزب العدالة و التنمية المغربى الذى أعتاد قادته أطلاق الوعود فى الهواء مثل ما حدث عندما صرحو بأن معدل نمو الاقتصاد المغربى سيكون من 5% الى 7%، و توفير أكثر من 350 الف فرص عمل جديدة للشباب، و مساعدة صغار المزارعين و المستثمرين، و توفير كافة الخدمات الاسياسية و تطوير البنية التحتية للعديد من المدن و الاقاليم المغربية التى فى حاجة لتلك الخدمات، و جعل الحد الادنى للاجور ثلاثة الاف درهم، و توفير مسادعات مالية للمحتاجين و الفقراء، و تطوير قطاع التعليم و الصحة، و غيرها من الوعود السخية التى لم يتحقق منها أى شيئ على الاطلاق، بل بالعكس فالامور أذدادت تدهورا فمعدل النمو لم يتعد 3%، و معدل البطالة تعدى 9% .
و هنا قدم عبد الاله بنكيران و حزبه الحاكم وجهه بكل سهولة لكى يتلاقى لكمات المنافسين من باقى الاحزاب المغربية و على رأسهم حزب الاستقلال و الاصالة و المعاصرة، و قدم نفسه أمام الرأى العام على انه عاجز عن تنفيذ أى شيئ، و باتت أعينه ترى التطورات الخارجية و ما يحدث لجماعته على المستوى الدولى بعين الحسرة، و هو الامر الذى كان له تأثير واضح فى تصريحاته الاخيرة، فعجلة الاحداث لم تتوقف عند حدود دولة معينة، و التغيرات قابلة للتنفيذ فى أى لحظة و ضد أى طرف، و لكن من يستوعب ذلك و يتجنبها قبل الوصول الى تلك المرحلة الحرجة، و هى المرحلة الذى سقط فيها الكثير من قبل دون التعلم من دروس السابقين، و تصريح مثل " قد لا نرحل مبكرا " يدل على حالة أضطراب و عدم أتزان و هى غالبا تكون الحالة التى يصاب بها المسئول قبل المراحل الاخيرة من السقوط .
فادى عيد
الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية