الخلايا النائمة في المغرب و الجزائر |
* المصطفى المعتصم
أصدرت مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين بتاريخ 21 غشت 2015 البيان التالي:
سبق أن نظمت مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين والمرصد المغربي لمناهضة التطبيع ندوة صحفية قبل شهور لتسليط الأضواء على الخطر الداهم الذي يتهدد أمن بلادنا واستقرارها والذي تشكل الصهيونية العالمية رأس الحربة فيه من خلال برامج محبوكة ووسائل متعددة تندرج في مشروع خبيث يهدف لتمزيق وطننا إلى دويلات وتفكيك النسيج الاجتماعي عن طريق فتنة عرقية وجغرافية بين أبناء الشعب المغربي تأتي على الأخضر واليابس على غرار ما يجري بالمشرق العربي من خراب و دمار و مآسي يومية .
كان ذلك على إثر تصريح عاموس يادلين رئيس المخابرات الصهيونية السابق (الموساد) الذي أكد فيه، و هو يقدم حصيلة إنجازه على رأس هذه العصابة الإجرامية العالمية، أنه أنهى بناء شبكة من العملاء في كل من تونس والجزائر والمغرب وأصبحت " جاهزة للتأثير و التخريب في أي حين " .
وتناقلت مؤخرا عدة وسائل إعلامية صهيونية ووطنية خبرا فظيعا يقول بأن30 شابا مغربيا قضوا شهرا كاملا إبان هذا الصيف في الأكاديمية العسكرية "عمحاي" وهي مؤسسة من مؤسسات جيش الحرب الصهيوني لتلقي تدريب عسكري، "جسدي" و"ذهني" يؤهلهم للاندماج، آخر المطاف، في المجتمع والخدمة في "جيش الدفاع الإسرائيلي " بحسب ما جاء في موقع 24 /I الصهيوني الذي أورد نفس المعطيات التي نشرتها جريدة "جيروزاليم بوست" الصهيونية مع تمايز أكثر إثارة و استفزازا وتحقيرا ابتداء من عنوان المقال: "المملكة المغربية ترسل بعثة شبيبية عسكرية إلى إسرائيل".
إن مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين بمكوناتها السياسية والنقابية والحقوقية والنسائية والشبابية والجمعوية، وهي تدق ناقوس الخطر من جديد تؤكد:
1 ـ أن فضيحة الشباب ال 30 تحطم كل الأرقام القياسية السابقة في الاختراق الصهيوني والمس بكرامة الشعب المغربي.
2 ـ أن أمن واستقرار ووحدة التراب الوطني في خطر جدي وأن هذا الخطر قاب قوسين أو أدنى منا وطنا و شعبا.
3 ـ أن الأمور كلها واضحة في هذه القضية التي تقع تحت الفصل الأول من قانون الإرهاب المغربي، إذ أن مسار "البعثة المغربية" العسكرية "المرسلة من المملكة" ؟ للاندماج في الجيش الصهيوني لقتل الفلسطينيين معروف بتفاصيله، انطلاقا من المطار إلى روما، في يوم معلوم، قبل الالتحاق بفلسطين المحتلة و أكاديمية "عمحاي" حيث قضى أفراد البعثة "شهرا من التدريب قبل أخذ مواقعهم في جيش الحرب الصهيوني إلى جانب قادة عسكريون صهاينة من أصول مغربية، كرئيس أركان الجيش (غادي أزنكوض) و(سامي الترجمان) قائد المنطقة الجنوبية الذي أحرق غزة في رمضان من السنة الماضية وعلما المستوطنين كيف يحرقوا الأطفال الرضع و كيف يقتلونهم تحت أنظار آبائهم وأمهاتهم .
4 ـ إن جريمة تكوين عصابات مسلحة وكل مقتضيات الفصل الأول من قانون الإرهاب المغربي تنطبق بشكل واضح على هذه النازلة، وهو النص الذي توبع به عدد كبير من المواطنين، عن حق وحتى عن باطل فليس هناك أي مبرر للتمييز بين المواطنين وإلا أصبح كل حديث عن القانون والمؤسسات والاستثناء المغربي وحذق أجهزته الاستخبارية، مجرد لغو للاستهلاك الخارجي . فلا يعقل أن تكون هناك يقظة ضد خلايا داعش، اليقظة منها والنائمة، و تنتفي هذه اليقظة و الحذق إزاء إرهابيي و عملاء الجيش والاستخبارات في كيان الأبارتهايد الصهيوني .
ختاما، تتوجه مجموعة العمل الوطني من أجل فلسطين بنداء :
أولا : إلى الشعب المغربي وكل قواه الحية التحلي باليقظة والتحرك قبل فوات الأوان .
ثانيا : إلى المسؤولين في كل المواقع؛ لاتخاذ التدابير اللازمة والعاجلة لحماية أمن البلد واستقراره ووحدة ترابه، ووقاية الوطن من الخطر الداهم الذي أضحى يتهدده.
وحرر بالرباط في 21 غشت 2015
مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين
السكرتارية الوطنية
السكرتارية الوطنية
تعقيب على البيان من طرف السيد المعتصم: المفروض على الجهات الأمنية وعلى الحكومة المغربية أن ينوروا الرأي العام حول ما جاء في هذا البيان وأن يقوموا بالتحريات اللازمة ونحن على ثقة بأن الأمنيين المغاربة الذين يكتشفون دبيب النملة السوداء فوق الصخرة الصماء في الليلة الظلماء لن تعوزهم الحيلة ولا الخيال الأمني في كشف الحقيقة ونقول للحكومة أن الإرهاب إرهابا سواء كان إسلاميا أو يهوديا أو مسيحيا أو بوذيا .
ورجائي لكل من اطلع على هذا البيان أن ينشره في أوسع نطاق كي نرغم الحكومة على تحمل مسؤوليتها إزاء هذا الخطر المتربص بوحدة شعبنا وتماسك مجتمعنا بكل مكوناته العرقية والثقافية والجهوية.
أستاذ وقيادي مغربي * .