من ارملة أحد شهداء الوحدة الترابية
يجعل المغاربة المريض والمسن والمسافر أقرب إلى الموت من غيرهم، وحيث أنني بلغت من العمر عتيا، وغادرت بلدتي منذ شهرين مسافرة بين مدن ثلاث كرسيف وتازة ومكناس، وأنا مريضة منذ سنين انتهى بي الأمر مرتحلة بين أسرة ثلاث مستشفيات، ارتأيت أن أملي هته الرسالة إليكم، فلا شيء أوصي به إن كتب للعمر النهاية، وهي ليست الا رسالة شكر لكم.
أشكركم لانني تلقيت منكم التعازي لحظة استشهاد زوجي و عج بيتي القصديري انذاك بالزي العسكري و تلقيت تعويضات الدفن والاعتراف بما قدمه زوجي للبلد.
اشكركم لأنني لم أشعر أبدا أنني وحيدة في تربية خمس صغار لي ولم تشعروهم يوما أنهم أيتام، بل أبناء شهيد يرفعون رأسهم حيثما حلوا وارتحلوا، فكنتم تقفون على أوضاعهم الدراسية والصحية، وتقفون الى جانبهم في أي مشكل يعترضهم وتسهلون امورهم الادارية، بل وتحرصون على ترفيههم بايفادهم الى مخيمات بداخل البلاد وخارجها كل عطلة، فكنت استمتع بما يحكونه واكثر ما استمتع به الفرحة في عيونهم.
اشكركم على البيت الذي منحتموه لي وابنائي سكن رائع لم ينقصه شيء الا الاثاث امضيت فيه حياتي ساهرة على تربية ابنائي مطمئنة هانئة.
اشكركم على منح الاعياد وهداياها، وعلى رخصة سيارة الاجرة التي حصلت عليها وزادت في دخل الاسرة مع كبر الابناء وتزايد المتطلبات.
اشكركم كون ابنائي في الجامعة كانوا اول من يستفيد من الاقامة الجامعية ومن التطبيب ومن تخفيضات النقل المهمة.
والحمد لله تخرجوا ومع تخرجهم سهلتم التحاقهم بوظائف اكثر مما تؤهلهم له شهاداتهم و تزوجوا ويعيلون اسرهم ويعيشون بسعادة.
اشكركم على تحقيق امنيتي بارسالي للحج تلك الامنية التي لم يبقى لي سواها بعد اطمئناني على ابنائي ومستقبلهم.
استغفر الله كثيرا اذ كثيرا ما اعتقد ان نقمة وفاة زوجي كانت نعمة علي وعلى ابنائي بفضل عنايتكم واهتمامكم.
امضاء: زهرة الزاهي ارملة الشهيد والمقاوم محمد وفيق