من المفارقات العجيبة و المثيرة للسخرية حقا في وطننا المغرب هو تسميات مؤسساتها..فكلما مررت من امام ادارة او مؤسسة عمومية سواء عسكرية او مدنية يثير انتباهي ذلك الاسم المكتوب بحروف بارزة مطلية بلون ذهبي براق...لكن بعد دخولي لتلك الادارات وقفت على المعاملة الرديئة التي يتلقاها المواطن من طرف موظفيها و التي تتناقض مع قيمة التسمية التي تحملها الادارة. .
و كمثال على ذلك مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الإجتماعية لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين... هذه الادارة التي جعلها الجيش واجهة اجتماعية له و تحمل اسم ملك عظيم التاريخ يشهد على ذكاءه و حنكته و ثقافته و علو شأنه عربيا و دوليا ...و خير دليل على ذلك جنازته الأسطورية التي لم يحظ بمثلها أيي زعيم او ملك او رئيس على مستوى العالم و سميت بجنازة القرن..و حضور زعماء اكبر و اعظم الدول شخصيا يخبر عن وزن المغفور له الحسن الثاني و مدى الاحترام الذي يحظى به من العالم..فكيف لمؤسسة تحمل اسما وازنا مثل هذا و يرأسها القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية و رئيس اركان الحرب العامة ان تعامل بنات و ابناء و ارامل شهداء و مفقودي الصحراء المغربية بتلك الطريقة المهينة و لا يقوم موظفيها بمهامهم الموكولة لهم بالطريقة التي تحفظ كرامة هذه الفئة من المواطنين... رغم الأوامر الصريحة و الواضحة لجلالة الملك بهذا الشأن
هل بلغت الجرأة ببعضهم أنه صار يحجز الظهائر الشريفة في الأدراج و يهمل التوصيات الملكية..و يعتبرها حبرا على ورق ولا يخاف عاقبة إهمالها و عدم الإكتراث لمحتواها..
إن جلالة الملك محمد السادس سار على خطى والده المغفور له الملك الحسن الثاني رحمه الله و أصدر توصياته و اوامره الشريفة لمسؤولي هذه المؤسسة لأجل معالجة هذا الملف الذي أكمل عقده الرابع دون أن يحل نهائيا...و بهذا أثبت احترامه لجنوده و تقديره لتضحياتهم كما فعل سلفه ..فلماذا هذا الصمت على ما يحدث داخل هذه المؤسسة...
فمن العار ان نجد مؤسسة عسكرية تغض الطرف عما تعيشه اسر الشهداء من فقر و تشرد و مهانة و اهمال..
من العار ان تكون هذه المؤسسات تحمل اسم اهم رموز البلاد و على راسها رمز البلد و ركيزته و يكون نتاج عملها عائلات و افراد بالمئات لا يعيشون ابسط شروط العيش الكريم..
من المسؤول عن رفع التقارير المغلوطة و التي لا تمثل الواقع المرير لا من بعيد ولا من قريب..
أسئلة كثيرة لا يملك الإجابة عنها إلا مسؤولو مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الإجتماعية لقدماء العسكريين و قدماء المحاربين....و مئات الافراد من ذوي حقوق شهداء ومفقودي حرب الصحراء المغربية ينتظرون الإجابة..حتى ذلك الحين أملنا بعد الله في قائدنا الأعلى ان يصله صوت هذه الفئة و يطلع على المخالفات الواقعة داخل هذه المؤسسة و يضع حدا لها..
ميمونة داهي