متى نعرف الفرق بين الجندي و الضابط و ضابط الصف..أكيد ليس على أرض المعركة..فالجميع يطاله الرصاص هناك و يسقطون شهداء..فالرصاصة لا تفرق بين أحدهم و لا تهين أحدا و تكرم الآخر..فهي تخترق أي جسد يقف أمامها ولا تكترث لأسرهم و آبنائهم..فتزهق الأرواح لأجل درء العدو عن حدود الوطن..إذا الفرق بينهم يكون بعد الإستشهاد..يكون الفرق في طريقة تكريمهم و أسلوب المعاملة التي تتلقاها أسرهم و ذوي الحقوق من ذويهم...فالجندي و ضابط الصف تتكبد عائلاتهم الكثير من العناء لأجل الحصول على حقوقهم التي أمر بها جلالة الملك تكريما لجنوده و اعترافا بجميلهم على بلدهم....لكن المساطر القانونية تتعقد و الطلبات و المراسلات التي يكتبونها للمسؤولين يبقى مصيرها الإهمال و عدم المبالاة و كل الإمتيازات الممنوحة لهم عن طريق الأوامر الملكية تغدو سرابا..بينما تحظى أسر الضباط بمعاملة خاصة جدا حيث يتم استدعاؤهم لتسليمهم المأذنويات و السكن..بدون عناء أو توسل أو حتى بذل أقل مجهود لذلك و هذا شيء يشرف الوطن و لا نعترض عليه..الإعتراض هنا عن وضع فروق بين الشهداء بحسب رتبهم العسكرية و الامتيازات تمنح لفلان و علان و عمر و زيد و الباقون ترمى ملفاتهم في خانة الإهمال..كأن ما سال منهم دم على رمال الصحراء..و كأن عروقهم تحمل ماء أو أي سائل آخر غير الدم..إذا نعود لطرح السؤال..ما الفرق بين الضباط و ضباط الصف و الجنود..لا فرق طبعا..الفرق في عقول بعض المسؤولين المتعجرفين و الذين يعتقدون أن البلاد ليس بها حسيب و رقيب و أنهم يكيفون القوانين حسب هواهم..و هذه بداية سقوط أي مغرور بمركزه و أي متطاول على ملف الشهداء الذي هو من أقدس ملفات هذا البلد..لكن للأسف صار من أكثرها مهانة و أكثر ملف تم تبخيسه و عدم اخذه بعين الإعتبار، للأهمية التي أولاها له صاحب الجلالة و غض الطرف عن ما جاء في نصوص أوامره الشريفة من توصيات واضحة و جلية إلا لمن يتعمد عدم الإنصياع لها و هنا أضع نقطة و أصمت..فلا كلام يقال و نحن أمام إهانة مسؤول لقائده الأعلى و عدم الإمتثال لأوامره..لم يعد ببلدنا قدسية لا للملفات الحساسة ولا حتى للمناصب العليا..فإلى أين تجرون هذه البلد يا من تعتبرون أنفسكم فوق القانون..أتمنى أن تراجعوا حساباتكم فلعبكم تجاوز الخطوط الحمراء ..حظ سعيد لك يا وطني..فالمرحلة القادمة لا تبشر بخير..إن لم يتم التدخل و تصحيح المسار و وضع كل واحد في المكان الذي يستحقه....
احمزاوي محمد
عضو المكتب الوطني
للجمعية الوطنية لأسر