ابطال ملاحم حرب الصحراء
الشهيد الحجام عبد الله شهيد الجيش المغربي وشهيد حرب الصحراء.
كانت ولادة المقاوم الحجام عبد الله سنة 1933 بدوار دار اخنس قبيلة امتيوة تاونات،من أسرة عادية تتكون من أربعة أبناء ولدين وبنتين ، كباقي الأسر المغربية بالبوادي تمتهن الفلاحة طبعا تحت سطوة المعمر آنذاك.استطاع أن يتابع دراسته الابتدائية بإحدى المدارس المعروفة بالمنطقة المسماة مدرسة الحدادة، ولازالت إلى يومنا هذا تمدرس فيها كل المقاومين بالمنطقة.التحق بصفوف المقاومة في سن مبكرة وقام بعدة محاولات فدائية ضد المستعمر بمعية المجموعة التي كان ينظم إليها، بمجموعة من المدن المغربية ضد أهداف المعمر في تلك الحقبة. وبعد حصول المغرب على استقلاله التحق بصفوف القوات المسلحة الملكية تحت رقم 10062، وتدرج عبر مجموعة من الأصناف من القوات المسلحة الملكية واشتغل بمجموعة من المدن المغربية، وكانت مدينة سيدي سليمان أخر مدينة اشتغل بها قبل مشاركتهم في المسيرة الخضراء والأقاليم الجنوبية للمملكة عند بداية الحرب.كما شارك في حرب الرمال الذي خاضها المغرب ضد الجزائر سنة 1963.
وعند بداية الحرب ضد جبهة البوليساريو والجزائر وطبعا كانت الحرب في أوجها آنذاك، كما أن القوات المسلحة الملكية لم تكن لها الدراية الكافية بالمناطق الجنوبية للمملكة، إضافة أن القوات المسلحة الملكية كانت في بداية البناء والتكوين، الشيء الذي أدى إلى سقوط ألاف الشهداء في ساحة الشرف، إضافة لأسباب أخرى سنتطرق لها في مواضيع أخرى. وتم أسر و فقدان العديد من الجنود المغاربة والمدنيين كذلك.ولقد استشهد الشهيد الحجام عبد الله في إحدى المعارك المعروفة بالسمارة بتاريخ 14-02-1978 برتبة (شاف )تاركا وراءه أرملة وأربعة أولاد و بنت.
طبعا المعاناة كانت كبيرة وقاسية تحتاج لمجلدات لتدوينها دون إغفال أي جزء منها، وبالطبع المعاناة كانت مادية ومعنوية والشق المعنوي كان هو الأكثر قساوة على الأرملة، أما فيما يخص الشق المادي كانت معاناة كبيرة لولا دعم وسند العائلة لكان التشرد هو مصير أغلب أسر شهداء الوحدة الترابية. وبكل صراحة وموضوعية كل اسر شهداء الوحدة الترابية عانوا كل أشكال الحرمان والتهميش والإقصاء. وأحمل المسؤولية للدولة المغربية وللجهات التي سهرت على تدبير هذا الملف على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن سواء كانت عسكرية أو مدنية، ويجب ربط مبدأ المسؤولية بالمحاسبة ورد الاعتبار وجبر الضرر لكل الضحايا، ولنا عودة في الموضوع.