ويستمر النزيف ...ذوي اسر الشهداء والأسرى ومفقودي حرب الصحراء المغربية


ويستمر النزيف ...ذوي أسر الشهداء و الأسرى و مفقودي الصحراء المغربية 

خلفت حرب الصحراء المغربيةالتي دارت بين المغرب و جبهة البوليساريو عددا لايستهان به من الشهداء(قرابة 30000شهيد ) والأسرى(2400 اسير) و المفقودين(700 مفقود) ، ولأن هؤلاء الجنود المغاربة الذين قضوا في الحرب أو أسروا أو فقدوا لهم ذويهم يجب أن يعاملوا معاملة خاصة و إستثنائية نظرا للتضحيات الجسام التي قام بها هؤلاء الأبطال الأشاوس الذين ضحى البعض منهم  بروحه و حياته و البعض الآخر بشبابه في الأسر بمخيمات  تندوف .
 كما هو معمول به أخلاقيا و إنسانيا ووظيفيا فإن الدول التي تهتم بمواطنيها تقدم الرعاية المادية و المعنوية و النفسية لأسر شهداء و أسرى و مفقودي الوطن لما قدمه أبناؤهم  لوطنهم حيث استرخسوا أعز مايملك المرء وهو الحياة دفاعا وحبا للوطن ،في حين أن العكس نجده في بعض الدول مثل المغرب الذي لا يولي أية أهمية للمواطن فهو مجرد رقم في عدد سكان الوطن يتم الحاجة إليه غالبا عند الإنتخابات أو الإحصاء الذي تفرضه منظمة الأمم المتحدة على الدولة  ، لقد تنكر المغرب لذوي هذه الشريحة منذ أن توقفت الحرب بين المغرب و الجبهة مما فاقم من معاناتهم  بسبب الرواتب الهزيلة ،العنوسة في صفوف الجنسين ، بطالة الأبناء والبنات،أمراض نفسية و عضوية للأمهات ،رغم أنه لم يقف ذوي الحقوق عن الأحتجاج والمطالبة بالإنصاف ضلت الدولة تتعامل بإسفاف و لا مبالاة  لهذا الموضوع ، تمنح فقط وعود في وعود ، الجميع يحاول التملص من المسؤولية خاصة الجهة المعنية بالقضية القوات المسلحة الملكية لأن الشهداء و المفقودين و الأسرى كانوا جنود لديها ،تتساءل هاته الشريحة  ترى من أولى بالإهتمام ؟ ، شهداء و أسرى و مفقودي الوطن  الذين سالت دماء بعضهم  في ساحات المعركة ، وذهب شباب البعض الآخر  سدا لدى الجبهة في حين ان  البعض لايزال مجهول المصير لا يعلم ذويه مصيره هل هو حي أم ميت ، أين الجثة؟ أما أولئك  الذين  تستنزف رواتبهم ميزانية الدولة و  يعملون في الإدارة يجلسون على الآراءك وسط المكيفات و عندما يحين المساء يذهبون لمنازلهم  لمعانقة ذويهم  ، ينامون بين أحضانهم مرتاحي البال  لايجدر على بالهم أن هناك فئة أخرى من الموظفين بعيدين عن آهاليهم في الثغور و التكنات يقاسون البرد و الشتاء و العواصف الرملية حماية للوطن من العدو رغم أنهم يتقاضون رواتب هزيلة لا تكاد تكفي لشراء من أحدية الجنرالات و الموظفون السامون  .

بقلم علي اريضوص