ضحايا حرب الصحراء : مرض و فقر و بطالة...
بقلم : مبارك الحسناوي
أسر شهداء و مفقودي و اسرى حرب الصحراء : فقر و أمراض و بطالة و تنكر من المسؤولين .. معاناة لا تنتهي .
حرب الصحراء بداية المعاناة
حرب الصحراء :الحرب التي دارت رحاها بين الجيش المغربي و الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليساريو” بعد انسحاب آخر جندي إسباني من الصحراء في 12 يناير 1976 إلى غاية سبتمبر 1991 تاريخ الاتفاق على وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع. و قد خلفت هذه الحرب 30 ألف شهيد 700 مفقود و 2400 أسير .
أرامل و زوجاتعليلات الجيب و الصحة :
أرامل المفقودين و الشهداء و زوجات الأسرى كن أولى الضحايا فما أن تثبت واقعة الأسر أو الفقد أو الاستشهاد حتى تنقلب المعادلة رأسا على عقب فإضافة إلى المعاناة و الحرمان النفسيين تبرز معاناة مادية و أخرى أسرية تمثلت في أغلب الأحيان في تنكر أهل الزوج و في أحيان أخرى محاولات الاستيلاء على المعاش الهزيل . و خروجهن “لسوق الشغل لسد الخصاص جعلهن عرضة للابتزاز و الاستغلال و سوء المعاملة داخل الإدارات
هذه المعانات انعكست على وضعهن الصحي و النفسي بمرور السنين ، اصبن بأمراض عضوية تكاد تجتمع لديهن : ارتفاع الضغط، القلب ، المفاضل ، السكري ، هشاشة العظام الأرق التوتر العصبي .
أضف إلى هذا كله ضعف ذات اليد و هزالة المعاش ،الذي لا يكفي لتسديد فواتير الماء والكهرباء و الدواء .
الأبناء عطالة لا تنتهي .
العديد من أبناء الشهداء و الأسرى و المفقودين يعيشون بطالة طويلة الأمد خصوصا الحاصلين منهم على شواهد عليا في مختلف التخصصات ، بل الكثير منهم تجاوز عتبة سن التوظيف و لم يتمكن من ولوج الوظيفة العمومية مع العلم أن القانون يمنح نسبة 25 في المائة لهم و لأبناء قدماء العسكريين و قدماء المحاربين و قد صرّح لنا مبارك ذو الثلاثة و الثلاثين ربيها أنه اجتاز الكثيرمن مباريات التوظيف بل وصل المقابلات الشفوية و أدلى بالوثائق اللازمة لعده ضمن النسبة المشار اليها لكن “العطالة لم تنتهي و الوظيفة لا زالت حلما ” .
مسؤولون خارج المسؤولية.
شهادات أبناء الشهداء و الأسرى و المفقودين تشير إلى أن الدولة و المجالس المنتخبة لم تقدم لهم أي شيء يذكر “فكثير من الوقفات و الاحتجاجات التي قادها ابناء الشهداء و الاسرى و المفقودين لم تثمر الا الوعود التي ظلت أحلاما تراود أبناء الشريحة كما يقول رئيس الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي و أسرى الصحراء المغربية ”
أسرى بعد الافراج .
بعد الافراج عن أغلب الأسرى لدى جبهة البوليزاريو و فرار بعضهم،تفاجؤوا بالواقع المزري الذي يعيشه أهلهم و ذويهم ، و لم يكن أمامهم الا قبة البرلمان للاحتجاج و الإعتصام الذي طالت معه معاناتهم و لم يتمكنوا الى تاريخ كتابة السطور من نيل مطالبهم و يمكن اجمال مطالبهم في ما يلي:
– التعويض العسكري عن مدة الأسر قبل وبعد اتفاق وقف إطلاق النار،
– المساواة بين جميع الأسرى في حق الاستفادة من السكن ومأذونيات النقل والتعويض عن الترقية في صفوف وحدات القوات المسلحة الملكية.
– التعويض عن الاقتطاعات من الرواتب طيلة مدة الأسر في سجون بوليساريو.
– اعتماد الجروح والأمراض الواردة في الدفتر العسكري الشخصي والتعويض عنها.
– المساواة في الحقوق بين جميع أسرى الحرب سواء كانوا جنودا أو دركيين أو عناصر من القوات المساعدة، .
– وإدماج أبنائهم من حاملي الشهادات في الوظائف المدنية أو العسكرية.
– وطالب أسرى الحرب القيادة العامة للجيش والحكومة بإصدار بطاقات مكفولي الأمة لهم ولأبنائهم و أبناء الشهداء و المفقودين وتفعليها ماديا ومعنويا.
و للتذكير فقد ذاق الأسرى المغاربة المفرج عنهم في مخيمات البوليساريو، ألوانا من العذاب الجسدي والنفسي طيلة ثلاثة عقود من الزمن، و هو ما أشارت إليه منظمة فرنسا للحريات في تقريرها الشهير سنة 2003 ،ومنظمة العفو الدوليةسنة2002 ومنظمات أخرى غير حكومية، و خلف هذا التعذيب آلاما نفسية و عضوية عند جل الأسرى .