ميثاق الوفاء ذلك الذي يجمع بين الجندي و وطنه فالجندي عليه الوفاء بوعده لوطنه، أن يحميه من كل دخيل .و قد وفى بجانبه من الميثاق، و دفع حياته ذوذا عن الوطن.و على الوطن الآن أن يعتني بأسرته (أسر الشهداء) كما وعده.
وعده أن يذهب إلى الحرب مطمئنا على أسرته فالوطن سيكون راعيها بعده.
ماذا فعل الوطن لأسرة الجندي بعد استشهاده لأجل وطنه؟.......
هنا تبدأ القصة..
لكل جيش قائد أعلى يصدر أوامره و الجميع بدون استثناء ملزم بالإنصياع لها.فالجيش جهاز منظم مبني على ديناميكية التراتبية .و الأعلى رتبة هو الأقوى سلطة.لكن هذا للأسف لم يحدث في قصة جندينا المذكور أعلاه...فقائده الأعلى أصدر أوامره لأجل العناية بأسرته بعد وفاته، لكن مسؤولين كبار تجاهلوها إما عمدا أو وقاحة منهم و تركوا أسرة الشهيد تواجه مصيرها وحدها بدون معيل..
أسرة الشهيد المغربي للأسف تعاني التشرد و لا أبالغ في وصف الوضع..فمن لا يجد سكنا لائقا يحتويه فهو مشرد و من يتسول في الأزقة و الشوارع مشرد..و من لا يملك ثمن الدواء مشرد..بنات و أرامل الشهداء تسولن المارة و منهن من عملت خادمة في البيوت بعد أن كانت مصانة عزيزة ببيت زوجها او ابيها..و منهن من لجأت لما هو افظع و أبشع كثيرا..اما الذكور فحدث ولا حرج الأغلبية لم يكملوا تعليمهم و لجأوا لامتهان مهن وضيعة لأجل مساعدة امهاتهم على ضنك العيش..
يخجل واقع هذا البلد الذي فيه المسؤول يصول و يجول لا من يحاسبه أو يسائله عما فعل بابناء بلده ..بلد الحريات و الحداثة و الديمقراطية ..بلد الحق و القانون..بلد الشعارات الجوفاء ...
ميمونة داهي
عضوة المكتب الوطني
للجمعية الوطنية لأسر
شهداء ومفقودي واسرى