كلمة الجمعية الوطنية بمناسبة تخليد اليوم الوطني للشهيد والمفقود 8نونبر 2018


كلمة الجمعية بمناسبة اليوم الوطني للشهيد والمفقود.

بسم الله الرحمان الرحيم.

تحية خاصة للحضور الكريم،باسم الجمعية الوطنية لأسر شهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية،وباسمكم وباسم الأساتذة المشاركين في هذه الندوة الوطنية مشكورين، على مشاركتهم في أشغال اليوم الوطني للشهيد والمفقود ،الذي اخترنا له هذه السنة شعار إنصاف وتكريم أسر الشهداء والمفقودين واجب وطني، إننا من خلال هذا الشعار نسائل كل المسؤولين على الملف الحقوقي لأسر الشهداء وأصحاب القرار، إلى متى سيتم الإعلان عن تخليد هذه الذكرى بشكل رسمي وأن يكون يوم عطلة مؤدى عنه، كباقي دول العالم التي تحتفي وتكرم شهدائها.فتحية إجلال وتقدير لكل الشهداء الأبرار، ولكل أفراد القوات المسلحة الملكية أينما وجدوا على الدور الرائد الذي يقومون به من أجل حماية و أمن الوطن.أيها الحضور الكريم،نتمنى أن تكون هذه السنة سنة الحسم في الملف الحقوقي لأسر الشهداء والمفقودين،وأن يتم معالجته بشكل نهائي يضمن الكرامة لهذه الأسر، طبعا كباقي الملفات الحقوقية الأخرى الشائكة التي عولجت من طرف الدولة. فلن نقبل أن يظل هذا الملف استثناء،لأنه سيبقى نقطة سوداء في تاريخنا المعاصر،لهذا وجب على الجهات الوصية عليه العسكرية والمدنية، أن تحسمه هذه السنة لأنه عمر ما يفوق أربعة عقود وهذه الشريحة الواسعة من الشعب المغربي تعاني في صمت.إن الملف الحقوقي لأسر الشهداء والمفقودين، لا يمكن فصله عن القضية الوطنية من الجانب السياسي، كما أنه يستغل من طرف أعداء الوحدة الترابية.إذن أيها الحضور الكريم، لم يكن هذا الاختيار اعتباطي بقدر ما كان ضروريا لطرحه خلال هذه الذكرى، لتدارس هذا الوضع الحقوقي الخطير ومناقشته للخروج بحلول عملية وتوصيات قابلة للتطبيق والتنفيذ تلزم الجهات الوصية عليه لأجرأتها.

أيها الحضور الكريم،إن فاتورة حرب الصحراء كانت باهضة ومكلفة سواء تعلق الأمر بالجانب الاقتصادي أو الجانب الإنساني، وما يهمنا في هذه الندوة هو الجانب الإنساني فعدد الضحايا وعائلاتهم كبير جدا، ويتطلب منا الوقوف على حجم معاناة هؤلاء الأسر وعلى مدى أربعة عقود من الزمن، إن هذه الفاتورة الإنسانية هي التي أوصلتنا لهذه النتيجة وهذا القدر من الأمن والاستقرار، التي تحسدنا عليه دول كثيرة.لكن المفارقة الغريبة في هذا الملف هو انه لم يتم إنصاف و جبر ضرر هؤلاء الضحايا وعائلاتهم،بقدر ما تم تناسيهم وإقصائهم بقصد، وكأن هذه الحرب التي دامت 16 سنة لم تخلف ضحايا، وشارك الجميع في هذه الجريمة التي ارتكبت في حق هؤلاء الضحايا.إذن هذه المعادلة لم يكتب لها النجاح وهذا السيناريو لم يتم إخراجه بالشكل الذي أريد له،وذلك راجع لتواجد هذا الإطار العتيد الذي استطاع منذ التأسيس ورغم الصعاب والعراقيل والتي لازالت تصادفنا حتى اليوم،من تعرية كل الحقائق المرتبطة بكل التجاوزات التي عرفها ملفنا والدفاع عن هذه الفئة التي تستحق كل التقدير والاعتراف.إن المسؤولية اليوم على عاتق الدولة المغربية،وعليها أن تبادر لحله بشكل نهائي،وأحيلكم على تجارب دول مجاورة للمملكة وليست في حجم الدولة المغربية اقتصاديا وتاريخيا وسياسيا،كيف تعاملت وسوت ملف شهدائها.ولكم أن تقارنوا مقارنة بسيطة مع مجموعة من الدول العربية مثل الجارة الجزائر و المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وسترون ذلك البون الشاسع بيننا وبينهم.إذن أين هو الخلل؟ ومن المسؤول عن هذه الوضعية التي ألت إليها أسر الشهداء والمفقودين؟وما الفائدة من بتر جزء مهم من تاريخنا المعاصر المرتبط بملاحم هؤلاء الشهداء الأبطال؟ونحن نحي ذكرى المسيرة الخضراء. فهؤلاء الشهداء هم الذين حرروا بالفعل الأقاليم الجنوبية للمملكة،كل هذه الأسئلة تسائلنا جميعا نحن المتواجدين داخل هذه القاعة وكل المعنيين بهذا الملف،متى سيتم الاحتفال الفعلي لكل المغاربة بيوم الشهيد والمفقود،ومتى أيضا سيتم تكريم وإنصاف وجبر الضرر لكل الضحايا. هذه أسئلة وأخرى تعتبر مدخلا لهذه الندوة. فمرحبا مرة ثانية بالأساتذة المشاركين. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.