الغطرسة والجحود. بقلم الأستاذ فريد نعناع


***  الغطرسة والجحود ***

لازالت جمعية أسر وعائلات الشهداء والأسرى والمفقودين خلال حرب الصحراء المغربية يناضلون ضد جحود مؤسسات الدولة عموما ، وإدارة الدفاع الوطني خصوصا ، ويهتفون بمعاناتهم في محافل عبر وقفات ومسيرات إحتجاجية أمام الإدارة والبرلمان ، مؤكدين مطالبهم في الكرامة أولا وقبل باقي المطالب والحقوق ورفع التهميش والإقصاء عن هذه الفئة التي قدم معيلوها ارواحهم بعد إستفاذ أعمارهم فداء للوطن ، ليهان أبناءهم بعدهم بعد تجويعهم وتفقيرهم وهضم حقوقهم ، فيعود الأسرى ممن رأوا الأهوال لمدة قد بلغت 25 سنة مورس عليهم التعديب طوالها بأبشع الطرق وحتى بإقتلاع الأظافر بالكماشة وألوان أخرى من التنكيل الجسدي والنفسي ، جعلت أشخاصهم تخرج عن شخصياتهم ويحدث الاضطراب فما بقوا كما كانوا بعد غياب منذ الشبيبة ليعودوا شيوخا و في أوطانهم وبيوتهم أغراب ، ويضحك على ذقونهم بدراهم لن تكفي حتى تكلفة لوصفة طبيب ، ولا أداء لصيدلي ،  أسماء نقشها تاريخ العرفان والجميل بعمق على صخور الزمن لتحاول رياح الغطرسة والجحود محوها بالتمديد عبر الوعود الكاذبة وربح الوقت ريثما تتدخل المنية فتخلص الكادبين من الازعاج ، بقرارات أولائك الذين لم يقدموا شيئا للوطن إن لم يكونوا قد ساوموا به ، وإستفردوا وتمددوا عبر فعالية دواليب النفاذ والفعالية وينصب الجلادون من العائدين في اعلى المراتب ، مسؤولون  لا ينظرون إلى أكثر من 30000 شهيد و 2400 أسير و 700 مفقود سوى على أنها مجرد رزمات من الورق ، في ملف يحمل رقما لأكدوبة ، في أرشيف يملأه غبار النسيان ، لمرحلة لا يتذكرها أحد رغم تضحيات رجال ونساء ، فكيف يبنى المستقبل في الفراغ إن لم يكن على ركائز الماضي ، وكيف لنا أن ننسى من كان لهم الفضل في الحفاظ على السيادة ، وكيف لنا أن نقنع الأجيال الصاعدة أن إن هنا الوطن ، وهنا الميلاد والعيش والموت ، وهنا الهوية والوجدان والكينونة .....فأعيدوا للمغاربة وطنهم . 
.
------------ لك الله يا وطني  --------------
فريد نعناع