لعنة الدماء تلاحق كذب المؤسسة بأحياء الشهداء –تازة نموذجا-

           

   تتوالى الردود على الخرجة الاعلامية الأخيرة المردودة و غير المحسوبة لمؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية  لقدماء المحاربين و قدماء العسكريين في مواجهة المطالب المشروعة و العادلة لأسر شهداء حرب الصحراء، و ذلك محاولة منها عبر أبواق يتم تسخيرها لهذا الغرض للترويج للعديد من المغالطات و الافتراءات بخصوص قيام ممثليها عبر مجموع التراب الوطني بتقديم و توفير العديد من  الخدمات لهذه الأسر منذ فقدان  ذويها الذين عطروا تراب الصحراء بذمائهم الزكية من قبيل: توفير السكن الذي سلم للأسر و هو لا يحمل من الإسم إلا السكن أغلبه  لازال بدون تسوية قانونية  و كذا دعم الأيتام ماديا و مؤازرتهم معنويا  في دراساتهم  منذ نعومة أظافرهم و كأن الأيتام قضوا جميعهم و لم يعد  أحدهم على قيد الحياة أو الأمهات الأرامل لمباهلتهم كما جاء على لسان رئيس الحكومة السابق، و كذا مواكبتهم بعد إنهاء دراساتهم الجامعية في سبيل الولوج و الادماج بمختلف الإدارات العمومية متناسية أن بعدها عن الأسر و المؤسسة التي سبقتها كانت السبب في مغادرة العديد من الأيتام لدراستهم بسبب ضيق ذات اليد ...و غيرها من الأكاذيب التي عرت سوأة مسؤوليها أمام الأسر المعنية و كذا أمام الرأي العام المغربي الي بات على حقيقة مما عاشته و لازالت لأزيد من اربعة عقود و على علم بدقائق مأساة هذه الشريحة التي تم التنكر لتضحيات ذويها بعد أن قدموا أرواحهم فداء للوطن و لينعم مسؤولو المؤسسة و غيرهم بالأمن و الأمان و ليكونوا سببا في ما يرفل فيه الخونة و الجلادون من نعيم.
               فبعد العديد من الخطوات النضالية التي خاضتها أسر شهداء و مفقودي حرب الصحراء في سبيل التحسيس بمأساتها و المطالبة بحقوقها المغتصبة قسرا و ذلك عبر إطارها و ممثلها الشرعي و الوحيد على مستوى العاصمة الادارية الرباط منذ سنوات أمام مجموعة من الإدارات المدنية و العسكرية كان آخرها  أمام العرق النابض  للمؤسسة العسكرية –أركان الحرب العامة- بالرباط  و ما لموقعها الاستراتيجي من دلالات بشكل غير مسبوق في تاريخ الهيئات و المنظمات  المغربية . 
              اقدم أيتام و أرامل شهداء و مفقودي و أسرى حرب الصحراء بمدينة تازة يوم 21/02/2019  على خطوة ذكية و جريئة ستكون لها تأثيراتها  على نضالات الجمعية  ووقعها الخاص لدى من لازالوا يستهترون و يتهربون من تحمل مسؤولياتهم في عدم تفعيل  و تعطيل الأوامر الملكية  في طي ملف اسر الشهداء نهائيا و تمتيعهم بجميع مستحقاتهم ، خصوصا وأن الخطوة تروم تغيير وجهة النضالات  بمركزة الاحتجاجات على مستوى أحياء الشهداء التي تبقى أصدق تعبير عن  واقع البؤس و المأساة اللذان تعيشهما الشريحة  -بدل التنقل لمواقع أخرى تزيد من استنزاف الأسر صحيا، معنويا و ماديا- تستدعي تحرك و تنقل مختلف الجهات الأمنية  و تلك التي اصبحت  معنية بملف أسر الشهداء و تداعياته لعين المكان بالقرب مما أسمته المؤسسة مساكن قصد الوقوف على حجم المعاناة التي وصلت حد المأساة حيث الأرامل عليلات و بدون رعاية صحية تذكر  كولوج المؤسسات الاستشفائية المدنية و العسكرية إلا بشق الأنفس و بعد طول انتظار أو حتى معنوية بزيارتهن  و دعمهن و لو نفسيا من طرف من احترفوا الكذب على الأحياء ، شكل نضالي احتجاجي موجه بدقة و عناية فائقتين ستجعل الجميع يقف على دجل مسؤولي المؤسسة من خلال الاطلاع عل نسبة البطالة في صفوف ايتام الشهداء  الذين ادعت المؤسسة عبر بوقها "الرسمي" الذي رفض الكشف عن هويته ، أنها وقفت بجانبهم دعما و مؤازرة منذ طفولتهم أي فقدان آبائهم  ماديا و معنويا عبر صرف مبالغ مالية لهم  خلال مختلف مستوياتهم الدراسية  ،كما تقولت أنها رافقتهم في رحلة البحث عن الشغل متناسية أنها من تسبب في مغادرة العديد منهم صفوف الدراسة نهائيا بسبب العوز المادي و ضيق ذات يد الأرملة "بمعاش" مخجل مقارنة بتضحية زوجها بدمه في سبيل الجميع و التي تركت لمصيرها في مواجهة الطواغيت...لتتعمق جراج الأسر بشكل لن تندمل.
ابراهيم العيرج 
عضو الجمعية الوطنية لأسر الشهداء و مفقودي و أسرى
 الصحراء المغربية.