شهداء الحرب |
في الوقت الذي تحتفل فيه الأمم المتحدة في 23 يونيو من كل سنة باليوم الوطني للأرامل إعترافا بهن و تقديرا لهن ولفت الأنظار لما يُكابدنه و أيتامهن، كنساء خفيات يشكلن فعلا مشكلات خفية… فالملاحظ في بلدنا المغرب أن أرامل الشهداء – شهداء حرب الصحراء خصوصا- لسن خفيات ولا مجهولات بل معروفات ومحصيات، لكنهن من حيث الرعاية لحقوقهن الاجتماعية المشروعة الاساسية محرومات، رغم المؤسسات الإجتماعية المحدثة لهذا الغرض .
فقد كان على هذه المؤسسات في إطار مهامها “الإجتماعية” تعويضا لأرامل شهداء حرب الصحراء تخفيفا لمعانتهن تعويضا لهن عن خسارة رفيق الدرب كخسارة مدمرة الذي استشهد دفاعا عن الوطن لينعم الجميع بالسلم و الأمان، أن تسعى -المؤسسات- على الأقل حماية لهن من نظرة المجتمع التقليدية للأرملة، تأمين حاجاتهن الأساسية وحماية حقوقهن التي تم التفنن في هضمها إستغلالا لجهلها وضعفها، وكذا ممارسة كل أشكال الاقصاء في حقها منذ إستشهاد زوجها.
فالأرملة التي يحتفل العالم بها سنويا، ويعتبر أن ما تم إنجازه وتوفيره لها ولأيتامها يبقى ناقصا، يتبجح البعض في بلدنا دون خجل و لا وخز ضمير و باختلاق الأكاذيب في حق أرملة شهيد حرب الصحراء لدينا، من قبيل المن عليها بالاستفادة من “سكن” لا يمكن وصفه إلا بقبر لها في حياتها و أبنائها … اضطرت العديد منهن في غياب هذ الرعاية الاجتماعية المشروعة الاشتغال كخادمات في البيوت و في الوحدات الانتاجية . فأغلب الأرامل يعشن بأمراض و عاهات نفسية لن تندمل سببها ليس فقط فقدان الزوج و تركها وحيدة لمواجهة المجهول ،و لكن أيضا إساءة معاملتهن و أيتامهن مما شكل انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان. فالرعاية الاجتماعية في عمقها تبقى كفالة الأرامل و أيتامهم ضد صروف الدهر بشكل يتيح لهن ظروف عيش كريمة و حياة آمنة بعد فاجعة فقدان المعيل الرئيسي . فمناسبة الاحتفال هذه كالتفاتة للأرامل عبر العالم ، و إن كانت في حد ذاتها ذات أبعاد إنسانية ، نتمنى أن تحذو حذوها مؤسساتنا و أن تعيد النظر في فلسفتها و استراتيجيات عملها اتجاه أرامل شهداء حرب الصحراء اللواتي لا زلن يكابد و يعانين في صمت على الأقل بتوفير ما يلزمهن من حيث التطبيب و مواعيد العلاجات دون نسيان أخذ احتياجات بعضهن على سبيل المثال لا الحصر للكراسي المتحركة و الأسرة الطبية و المرافقة اليومية.
مراسلة الجمعية الوطنية لاسر شهداء ومفقودي واسرى الصحراء المغربية