الأرملة : بين المنحة و المحنة


الأرملة: بين المنحة و المحنة
  
   في أحدى مقالاتنا السابقة أجرينا مقارنة بين ما تحظى به أسر الشهداء من أرامل ايتام في بعض البلدان التي تحترم تضحيات مواطنيها و بين أرامل شهداء حرب الصحراء لدينا حيث لا مجال للمقارنة.
     فإننا اليوم نعود لإجراء مقارنة أخرى ذات طابع و نكهة خاصتين من داخل نفس الدار تبقى من خلالها نفس النتيجة فارضة نفسها...
     فما بين مقولة بأي حال عدت و بأي حال رحت يا عيد انطبعت مجددا أمور كثيرة لدى شرائح واسعة من الشعب المغربي عامة و لدى أرامل و أيتام شهداء الواجب و نظرائهم من شهداء حرب الصحراء خاصة.
     فقد راح العيد و هو قادم لامحالة، وربما رحلت و قبضت معه أرواح ذهبت لبارئها العدل العادل الذي لا يظلم عنده أحد ، و الذي لا تخفى عنه خافية و لو كانت مثقال حبة خردل في الأرض أو في  السماء .
     راح العيد وبقيت انطباعات لدى أرامل و أيتام مؤسستين أسستا لغرض رعايتهم و السهر على ضمان راحتهم : مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية  لقدماء العسكريين وقدماء  المحاربين  و ضمنهم طبعا أرامل شهداء حرب الصحراء من جهة، وهنا نشير  للمادة 8  من  الباب الأول في فصله الثاني  المتعلق بالمنافع الخاصة المعترف بها لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين التي تنص على استفادة قدماء المحاربين وأراملهم وأولادهم وأصولهم من الدرجة الأولى وكذا قدماء العسكريين من الرعاية المعنوية والمساعدة المادية للدولة... وكذا تنمية التعاون العائلي والاجتماعي لفائدتهـم حسب المادة 16 من القانون رقم 34.97   المتعلق بقدماء العسكريين وقدماء المحاربين وبإحداث مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية لقدماء العسكريين وقدماء المحاربين، ولتحقيق سبل الراحة والرعاية والتربية الاجتماعية الثقافية.
  ومن جهة أخرى مؤسسة محمد السادس لموظفي الأمن الوطني التي من بين ما تعنى به أسر شهداء الواجب التابعين لإدارة الأمن الوطني. 
       فكلا المؤسستين تشتغلان في فضاء جغرافي واحد  وفق ما هو مسطر لهما  و منصوص عليه فيما يخص الاهتمام و الرعاية حسب الإرادة و  التعليمات الملكية  الموجهة لهما بخصوص الأسر  الموضوعة تحت مسؤوليتهما.
      فالملاحظ مع حلول عيد الأضحى سنويا ، انه في الوقت الذي تخصص و تصرف إحداهما  و هي مؤسسة محمد السادس لموظفي رجال الأمن الوطني منحة  مالية خاصة بمناسبة عيد الأضحى لرمزيته الدينية  لفائدة أرامل إدارة الأمن الوطني -لاقت استحسانا كبيرا ليس فقط لدى المعنيين بها مباشرة ، و لكن لدى شريحة أخرى لازالت تسعى وراء حقوقها و انصافها- تكريسا للرعاية والعناية التي توليها المديرية العامة للأمن الوطني لهذه الفئة ومن باب العرفان و جبر خواطر ل 3000 أسرة – من الأيتام و الأرامل- الذين فقدوا  ذويهم  أثناء قيامهم بواجبهم، فإن الأخرى، مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية  لقدماء العسكريين وقدماء  المحاربين، بدل تنزيل التعليمات الملكية القاضية بالنهوض بالأوضاع الاجتماعية لأسر شهداء حرب الصحراء، تمعن في تكريس محنة  "3700" أرملة شهيد المتبقية من ضمن 5000 حسب زعم أبواقهم.
        فالمأمول بدل محاولة تلميع ما لا يمكن تلميعه إعادة استراتيجية العمل والاقتداء بالتجارب التي تكرس ثقافة التقدير و الاحترام و الاعتراف، و كذا استلهام بعض التجارب الرائدة فيما يخص تدبير أمور من هذا القبيل تقتضي مراجعة نقدية و الوقوف على مكامن الخلل في افق معالجتها بالتنسيق مع المعنيين المتضررين قصد إيجاد حلول معقولة و مقبولة ، عوض تطبيق مقولة أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم ...



الجمعية الوطنية
لاسر شهداء ومفقودي
 واسرىالصحراء المغربية