إلى روح والدي الطاهرة بمناسبة الذكرى 39 لاستشهاده:
حرقة الفراق تلازمني.. //لحسن لمزاوك//
بمقربة من بوابة منزلنا، طفلاي يلتصقان بساقي و بحقيبتي في محاولة منهما لمنعي من المغادرة..
يبكيان و يصرخان بأعلى صوتهما رافضان الهدايا و النقود التي أعدهما بها.. كل ما يريدانه هو بقائي إلى جانبهما و عدم الرحيل ﻷعمل ببلاد "الغربة" و تركهما، ربما إلى اﻷبد !..
ﻻ أقوى على نطق و لو كلمة لغصة في حلقي. اكتفيت بنظرة أسى و حزن عميقين إلى زوجتي و والدتي اللتان تذرفان دموع الفراق في صمت، لتفطنا لحظة إلى ما أرغب فيه، حيث تقدمتا نحوي و انتشلتا اﻷبناء عن ساقي فاسحتين لي المجال للإنصراف ...
ما أشبه اليوم باﻷمس ! فكأنما الزمان يعيد نفسه. لقد قمت، و أنا صبي، بالحركات نفسها و بكيت نفس البكاء و صرخت نفس الصراخ للسبب ذاته. كان من الصعب علي فراق والدي المسكين حين كان يغادر عائدا إلى ثكنته العسكرية بالصحراء المغربية. ثمة فارق واحد بيني و بين أبنائي. فأنا عدت إليهم و أعيش بينهم؛ غير أن أبي ذهب و لم يعد تاركا وراءه حرقة الفراق و انتظار العودة تسكنان كياني إلى اﻷبد...
في سبيلك أنت وطني...ﻷننا نحبك يا وطني... و لكن...!!!